عودتنا الأنظمة المتعاقبة على البلاد باختيارها لأسوء عندما يتعلق الأمر بالتمثيل الجهوي والمقاطعي للشعب داخل قبة البرلمان .. والمتسائل عن السبب سيجد عزائه لا محالة في أحد الجوابين:
1) البرلمان بالنسبة للعسكر هو أداة صورية لمترير القوانين التي تفرزها حكوماتهم ويجب على النظام أن يقدم مرشحين يستطيع الاعتماد عليهم في الأدوار التمثيلية التي رشحوا على أساسها.
2) تفرض التحالفات القبلية والكتل السياسية المحلية مرشحين من أبناء الزعامات التقليدية دون اشتراط الكفائة ولا الاهتمام بالمصلحة العامة.
حالتنا في بوتليمت تشبه الحالة الأخيرة كثيرا فنحن نحظى على مدى عقد من الزمن بنائب برلماني قَصَرَ و يُقَصِرُ تقصيراً متعمداً في حق منتخبيه.. ويتعمدُ تجاهل مقاطعته بشكل دائم .. وكأنه يريد أن يصرخ "بويَ هو الي دايرني دبيته ماهو انتومه" .. فعلاً هو نتاج لأموال والده وسلطته على المنطقة ولا يحقُ لنا ذكر اسمه.
الكارثة العظمى في هذه الفضية ليست شراء منصب انتخابي لإبن مدلل فقط .. بل سكوت عقلاء السياسة في المقاطعة عن الأمر ومباركته.
ابوفسور أخصائي بطب للأطفال، موظف سام في الدولة برتبة مدير، رجال أعمال، دكاترة، فقهاء في القانون الدستوري، أساتذة جامعيين، قضاة، عمداء في الإعلام والسياسة …الخ
كل هؤلاء يأثرون السكوت عن واقع المدينة المبكي فقط ليحظون بقروض أو مكاسب شخصية ول على حساب مدارس الطين التي اختارت السقوط من فرط الاستياء.
أعتقد أن الوقت قد حان ليتولى الشباب تمثيل مقاطعاتهم في البرلمان .. عليهم فقط أن يمنحوا أنفسهم حق التحرر من الوهم الذي تفرضه الطبقة السياسية العجوز في مختلف اطراف البلاد.
تملكون الوسائل الضرورية للوصول للشعب عن طريق الهواتف، فأنتم تستطيعون استعمالها وهم لا يعرفون سوى الرد على مكالمة أو تسجل رسالة صوتية.
استخدموا مواردهم دون رحمة لصالح أي شاب ينوي الترشح، واليمنع كل واحد منكم التزوير من مكانه (المكاتب، الإدارات، المفوضيات) .. فنحن نحتاج لوطن يسعنا جميعا ولن نحصل عليه من جيل يبيح الفساد.
نستطيعُ فعلاً قلب الطاولة.
الصحفي: موسى لبات