أصبحت جماعة بيرام اليوم (داخل إيرا) ، مكشوفة الانتماء و الحجم و الأهداف .
و حين أقول جماعة بيرام (داخل إيرا) ، أعني جيدا ما أقوله ؛ و هي جماعة محدودة جدا من منطقته تحديدا ، تعمل حصريا على الصدام مع البيظان من دون أي هدف آخر و تحاول جر الحركة (إيرا) ، إلى نفس الهدف ، من خلال ما يردده بيرام من خزعبلات و أكاذيب و تحقير بالبيطان و شحن و تحريض ضدهم.
لم يفهم بيرام بعد أن انفلاته و سخافة حماقاته و عداؤه للبيظان دليل ضعف و خفة و أن عدم ردهم عليه دليل قوة و ثقة في النفس و نضج و مسؤولية ، رغم قناعتي الكاملة أنه لا يتمنى أن يردوا عليه..
لقد كان سلوك بيرام و جماعته الضيقة داخل إيرا ، هي السبب في استقالة كل كوادر الحركة على امتداد تاريخها و كلهم أحياء يرزقون لله الحمد و كلهم مستعدون لكشف مغالطات بيرام و جرائمه في حق الحركة و في حق من يدعي الدفاع عنهم و في حق من خرجوا منها بسبب نذالة بيرام و أنانيته و غوغائية المحيطين به من مقربيه ، من محيطه الاجتماعي الأضيق، الذي أصبح يكبر و يتلون في مشروع انتهازي آخر بدأت ملامحه تتشكل من خلف ستار سرية متذاكية ، تفضحها بلادة الجهوية.
و يدرك بيرام جيدا في أعماق نفسه ، أنه لن يحرز أي انتصار في ما يخطط له من شرور ، لكنه يعتقد أنه سيعود عليه بمزيد من المساعدات الخارجية و من الشهرة في قراءته الخاطئة لما تُفهمه الحركات الصهيونية التي تحرضه و توجهه و تؤطره.
و أعود و أقول إن بيرام ليس متطرفا و لا عنصريا و لا يكن أي حقد للبيظان الذين لا يمكن أن ينسى جميلهم أبدًا و إنما هو ممثل بارع عرف جيدا كيف يستفيد من وراء هذا الملف الذي أُعِدَّ له بإحكام من دون أن يبذل جهدا ..
بيرام لا ينتمي إلى غير غرائزه و مصالحه ؛ لا يعنيه أبيض و لا أسود و لا أزرق. و كل تصرفاته تفضح ما يدعيه و كل من عرفوه عن قرب ، على حلبة النضال ، يشهدون على جشعه و مكره و أنانيته و بعده (في حقيقته) من كل ما يدعيه و يتشدق به من مُثل و هَمٍّ وطني هو آخر من يمكن أن يفكر فيه على وجه الأرض.
لقد تجاوز بيرام كل حدود اللباقة و كل خطوط التعايش الحمراء و تأكد الجميع اليوم أن التسامح (المفرِّط) و التعامي (المستهتر) ، لم يكن أفضل طريقة للتعامل معه و لم يكن يستحقه و لا أفضل من يفهم أو يقدر سهولة التحول إلى أهوال عكسه.
# لكن من يريد معاقبة بيرام من دون أن تستطيع أي جهة تصنُّعَ أي درجة من التعاطف معه أو الدفاع عنه ، لا بد أن يعود إلى انطلاق جريمته : بيرام جريمة يجب أن يعاقب عليها من صنعوه و أذنوا له بالتهجم على البيظان و احتقارهم و الدوس على كرامتهم .. من مولوه و أطروه و حموه و هما حصريا المجرم الجنرال المتقاعد ولد الهادي و المجرم ولد عبد العزيز ..
- يجب محاكمة ولد الهادي على هذه الخيانة العظمى ليتقاسم السجن مع بيرام ما تبقى من حياته..
- يجب أن يفهم أمثال ولد الهادي من الخونة ، أنهم ليسوا في حل من العقوبة..
- و يجب توشيح و تكريم ولد خطري (مدير كابيك السابق) ، على رفضه لعب ما قبله بيرام من أدوار قذرة و إهدائه أعلى وسام في الجمهورية على وفائه لوطنه..
- يجب استئصال هذا السرطان من منشئه ؛ بماذا يستحق علينا ولد الهادي احترامه و عدم معاقبته؟
بماذا سنجرم بيرام إذا تجاوزنا من سلَّطه و وجهه و أطره و حماه و موله ؟
ما فعله ولد الهادي كان جريمة في حق الوطن .. كان جريمة في حق مسعود (الذي كان على بعد خيانة ولد الهادي ، من كرسي الرئاسة).. كان جريمة في حق الديمقراطية .. كان جريمة في حق الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية ..
ولم يكن ما فعله ولد الهادي جريمة فقط ، بل كان نذالة و حقارة بأعلى درجات الخيانة و اللا مسؤولية..
لو فتحت السلطات اليوم ملف بيرام من أولى صفحاته لكان في منتهى الوضوح و الإقناع و الإجرام غير القابل لأي تأويل آخر و لكان الموضوع قصة أخرى تتعانق فيها الخيانة و الرشوة في عراء كامل..
يجب على المحاكم الموريتانية أن تنفض عنها الغبار و تتفرس في وجه هذا الخراب المعشش في كل ما يعرقل نهوض الجمهورية ..
إن فتح ملف بيرام من نهايته هو أكبر خطإ و تجريمه من دون تجريم من صنعوه هو أكبر ظلم و اعتباره حقوقيا أو سياسيا هي أكبر إساءة إلى الحقوق و السياسة ..
يجب وضع الأمور في أماكنها و تسمية الأشياء بأسمائها : أكبر جريمة يمكن أن يرتكبها مواطن في حق وطنه هي ما فعله مدير أمن الدولة (آنذاك) الجنرال ولد الهادي و يجب حتما أن لا تمر جريمته من دون عقاب..
موريتانيا أكبر من ولد عبد العزيز و من ولد الهادي و من بيرام و ما يهدد وحدتها اليوم و كيانها و يعرقل مسيرتها المتعثرة هو مشروع هيمنة ولد عبد العزيز الذي أسسه باستشارة و مساعدة و تنفيذ ولد الهادي و الذي تم تصميمه على فكرة تدمير وحدتها و تمزيق لحمتها و نفث عطر منشم بين أهلها ..
فلماذا يعاقب بيرام وحده و لماذا يكون سماع صوته اليوم أكثر إيلامًا من رؤية جثة موريتانيا التي تركها غيره في غرفة الإنعاش بلا رعاية؟؟
لقد عمَّت الفوضى كل شيء في هذا البلد و لا شيء يمكن أن ينقذ موريتانيا اليوم غير صحوة القضاء و تَعَرُّض القضاء و سيادة القضاء و عدالة القضاء و أمانة القضاء و مهنية القضاء و استقلالية القضاء . و على من لا يستطيع أن يوفرها له ، أن لا يتعب نفسه في أي حل آخر ، لن يكون قطعا أكثر من مضيعة للوقت..