يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر، وعاماً بعد عام ، وقلوب الموريتانيين تهفو أكثر وأكثر للسلام وللحياة الهادئة والمستقرة مثل بقية البشر. فلا توجد لديهم أي مشاكل أو خلافات أو ثارات مع غيرهم او في مجتمعهم ، ولم يكن الموريتانيون يوماً دعاة حرب ودعاة فتنة، بل دعاة للسلام ولمد أواصر التعايش والتعارف السلمي والإيجابي مع بقية شعوب العالم. والمغتربون الموريتانيون في شتى أصقاع المعمورة كانوا ومازالوا رسل محبة وسلام، رسموا الصورة المشرفة والنموذج القدوة عن دينهم وأخلاقهم وحضارتهم، فدخلت شعوب بأكملها في دين الله أفواجاً متأثرين بالسلوكيات الحسنة للإنسان الموريتاني، والتاجر الموريتاني والمغترب الموريتاني (دول شمال افريقيا أنموذجاً).
إن هكذا نماذج بشرية مفعمة بالمحبة للآخر والتعايش مع الآخر، والاندماج الٱيجابي مع الآخر، والقبول بالآخر، تستحق أن تعيش بسلام وأن تمنح الفرصة للمساهمة في مسيرة السلام العالمية، وفي ترسيخ قيم السلام وثقافة التسامح في مجتمعها ومحيطها الٱقليمي .
فمنذ ظهور بعض السياسيين للواجهة وتبنيهم خطاب الكراهيه والتدمير وتمزيق المجتمع وتفاعل بعض غوغاء العاميه مع هذا الخطاب وتبنيه من طرف اصحاب السوابق العدلية واصحاب الامراض النفسيه كالحقد والحسد …….والمتاجرين بمعاناة الشعوب
اصبحنا بحاجه الى الحوار السلمي والى الخطاب السلمي والدعوه الى السلام وتعزيزه بين جميع المواطنين والدعوه الى العقل والحكمه الدعوه الى توحيد الصف في وجه المدمرين والمخربين
وما يحدث اليوم في موريتانيا، من انتشار خطاب العنف والعداء والكراهية ، وبروز لثقافة التطرف والتشدد، هو نتاج ثقافة طارئة على المجتمع الموريتاني، ثقافة خارجية عابرة للحدود تريد. ان تجعل بلدنا مركزاً لممارسة سياساتها العدوانية وأطماعها التوسعية ومشاريعها التخريبية،
وتريد ان تجعل أبناء موريتانيا حطباً لحروبها العدوانية وتدخلاتها الخارجية السلبية في شؤون دول المنطقة، وتعمل جاهدة على استبدال ثقافة أبناء موريتانيا القائمة على التسامح والتعايش السلمي بثقافة العنف والكراهية والعداء فيما بينهم ، من خلال زراعة ودعم جماعات الشرائحيه المتشدده والمتطرفة ، في تكريس واضح لنشر ثقافة الكراهية في أوساط المجتمع الموريتاني .
إن من عاصر أبناء المجتمع الموريتاني قبل عقد أو عقدين أو عدة عقود من الزمن، ويعاصرهم اليوم، سوف يتفاجأ من التغير المهول في ثقافتهم وأخلاقهم ، وسوف يدرك على الفور بأن هناك عملا ممنهجا ومنظما لطمس هوية وثقافة هذا الشعب، القائمة على التسامح والتعايش السلمي ، بثقافة جديدة وطارئة ومستوردة تقوم على التطرف والتشدد والعنف والكراهيه والعداء ، ثقافة لا يوجد مكان في أدبياتها وأفكارها للسلام والحوار . وإذا استمر الحال كما هو عليه، فإن موريتانيا سوف تتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد الداخل الموريتاني والمحيط الاقليمي والدولي.
ولذلك، فإننا كمواطنين حريصين على امن واستقرار هذا البلد نطالب الدوله بوضع خطط وقوانين واستراتيجيات جديده لمحاربة هذه الدعوات الشرئحيه قانونيا واعلاميا وثقافيا …. وان تساعد جميع المستضعفين والمهمشين في تحقيق احلامهم واهدافهم وان لا تتركهم مطيه للسياسيين او آداة يتمول منها آخرين فهي المسؤوله الاول والاخير عنهم
وعلى الجميع أن يدرك بأن أي دعوات للعنف والكراهية لا تمثل رغبة أبناء الشعب الموريتاني أياً كان مصدرها، بل تمثل فقط صاحبها والداعي لها، وتمثل رغبة تجار الشرائحيه ونسر خطاب الكراهيه والحقوق المزيفه .
د.محمدعالي الهاشمي