ايات المنافق ثلاث أخرج الخرائطي أن الرسول صلى الله عليه وسلم سئل عن مساؤي الأخلاق فعن عبد الله بن جراد أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال (يا نبي الله ، هل يزني المؤمن ؟ قال : قد يكون من ذلك ، قال : يا رسول الله ، هل يسرق المؤمن ؟ قال : قد يكون من ذلك ، قال : يا نبي الله هل يكذب المؤمن فقال لا ثم اتبعها قائلا إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون ) وهذه اخوتي في الله دلالة واضحة على أصناف ثلاث ينبغي أن نفرق بينها الصنف الأول المسلم وهو كما حدثنا صلى الله عليه وسلم أنه من سلم المسلمون من لسانه ويده . فالإسلام اخواني هو من لدن آدم حتى ختام النبوه ، وهذا فرق كبير بينه وبين المؤمن المعتقد العابد الساجد فالمسلم قد يفرط في العبادات وهناك في عصرنا الكثير ممن لا يجاوز اسلامهم حناجرهم ، ومن لم تدخل ذرة إيمان في قلوبهم وهذا هو العهد اخوة الإيمان فعنه صلى الله عليه وسلم أنه (لايدخل الجنه إلا من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان) فالشاهد في الأمر أن المؤمن له خصاله التي يمتاز بها عن المنافقين فهو قد يخطئ أي نوع من انواع الخطأ ولكن لا يكذب إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون ، ولذلك ففي طرحنا اليوم أجاب المصطفي بثبوت النفاق يقيناً بالكذب وإنتفاء صفة الايمان بتحقق الكذب فالمؤمن لا يغدر ولا يخلف موعد ولا يخون ولا يكذب فهذه هي خصال المنافق الذي يدعي الإنخراط في الجماعة وهو ليس منهم في شئ وكذلك يصفهم الرسول الكريم ويضع لهم امارات وعلامات تميزهم عن فئات المؤمنين الحق وذلك في الحديث الشريف عن أبي هريرة حيث قال :عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( آية المنافق ثلاث؛ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ) متفق عليه وهؤلاء من يتحدث عنهم المولى عز وجل واصفا إياهم بالتلون والكذب وحب الفتنة وبأنهم إذا خلوا إلى أنفسهم سعوا في الأرض ليفسدوا فيها ويهلكوا الحرث والنسل بسم الله الرحمن الرحيم (وإذا رؤا الذين أمنوا قالو امنا واذا خلو الي شياطينهم قالو انا معكم انما نحن مستهزؤن الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون) البقرة وكذلك فقد تحدث أيضا الحديث الشريف عن عقاب الله عز وجل لهؤلاء بوصمهم بصفة الفجور فازاد على رواية أبي هريرة حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه في الصحيحين أيضا فيه زيادة وإذا خاصم فجر، وإذا وعد أخلف ) وينذرهم القرءان بأشد أنواع العذاب إذا لم يتركوا ما هم فيه فيقول عز وجل (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) وتلك هي عاقبة من يفسد في الأرض ويتلون من أجل المكاسب الفانية التي لا تغني ولا تسمن فالصدق هو خير الدارين ولذلك حدثنا صلوات ربي عليه على أن المرء إذا اكتسب صفة سيئه يكتب الله عليه فلا تغادره إلا بتوبة صحيحة وفي هذا يقول ( إن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) فالمنافق كاذب وفاجر وغادر وخائن وهو ليس من المؤمنين في شئ ، فشتان مابين النموذجين فهل يستوي المفسد والمصلح وهل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون ثبت جمع من الأحاديث في الترهيب من الكذب كما في الحديث المتفق عليه: إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. وفي صحيح مسلم: آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان. وقد روى مالك حديثا مرسلا عن صفوان بن سليم أنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن جبانا؟ فقال نعم، فقيل له أيكون المؤمن بخيلا؟ فقال نعم، فقيل له أيكون المؤمن كذابا؟ فقال لا. وفي ضياء وهدي السنة الكثير والكثير من التحذيرات من هذا النموذج المفسد اخوتي ولذلك وقانا الله واياكم شر النفاق والوقوع فيه فهو عاقبة السوء وجزاءه قاع النار مع الجبابرة والفاجرين وقانا الله واياكم شر النفاق والكذب والرياء والفتن .
mawdoo3