بغرفة مشتركة مع عدد من المرضى، تجلس مريم صال، 19 عامًا، على سرير في المستشفى، فيما يقف والدها إلى جوار سريرها، محاولًا التخفيف عنها. مريم مصابة بمرض الفشل الكُلوي، تجد صعوبة بالغة في الحصول على علاج بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها اسرتها خصوصا بعد الجائحة ، وتجعل من العسير الحصول على بعض الادوية الغالية الثمن.
يوضح كوليبالي صال، والد مريم، أن هناك نوعاً من الأدوية غير متوفر، ما يضطره إلى تكبد عناء الحصول عليه من دولة السنغال الشقيقة، مشيرًا في الوقت ذاته، إلى أن أثر الانقطاع الطويل في التيار الكهربائي على وضعها الصحي يعتبر خطيراً ، فيقول: نحتاج في بعض الاحيان الى أن نعطيها الاكسجين في المنزل وحين لا نجد كهرباء هذا يؤثر سلبًا عليها، موضحًا أنه عند حدوث طوارئ ليلًا يجعلهم الامر في حالة صعبة.
وأصيبت مريم بهذا المرض، عندما كانت في السادسة عشر من عمرها، ومنذ ذلك الحين وهي تعاني مرارة المرض في ظروف بالغة القسوة. ولطالما عانت هذه الطفلة – بحسب والدها – عند الانتقال إلى المستشفى في أوقات الحظر. ويذكر كوليبالي أنه سعى إلى سفر طفلته للعلاج آنذاك (قبل ان تتردى الاوضاع الاقتصادية)، لكن حال دون سفرها إغلاق الحدود البرية والجوية، كما لم يعد من السهل الحصول على تصاريح وتأمين لسفرها إلى الخارج للعلاج الآن بعد ان فقد عمله اثناء الجائحة.
وحال مريم لا يختلف كثيرًا عن الطفلة عزيزة التي تتلقى العلاج في نفس المستشفى، وكذلك حال عيشة 60 عامًا، وغيرهما من المصابين بمرض الفشل الكُلوي.
يقول يبّ ولد سعدن الناشط في جمعية "يداً بيد لمساعدة مرضى الكلى" ان مريضاً من بين كل 30 مريضا بالفشل الكلوي توفي بسبب فيروس كورونا، مما دفع بعض الخبراء إلى الدعوة إلى جعل هذه الفئة من الناس أولوية في التطعيم.
وقال رئيس نفس الجمعية، تشام عليون: لدينا الكثير من الحالات الحرجة ممن يحتاج لغسيل الكلى أو لعمليات الزرع لكن الظرف الصحي الطارئ بسبب الجائحة تسبب في تأخير ذلك.من الواضح أنهم متضررون بشدة من جائحة كورونا، وقد فقدنا بعض المرضى ممن كنا نساعدهم في التنقل وشراء الادوية، تجب فعلاً حمايتهم وتطعيهم كأولوية.
وزير الصحة الموريتاني، المختار ولد داهي، أكد في مقال نشره قبل أشهر أن مرضى الفشل الكلوي في موريتانيا وصلوا حاجز ال 1200 شخص، و أن 240 حالة تسجل سنويا بهذا المرض. وأشار ولد داهي إلى أن أجهزة التصفية الموجودة في المراكز الموريتاني، غير كافية وعليها ضغط كبير مما جعل بعض المرضى لا يجدون الحصص الكافية وبعضهم ينتظر لساعات طويلة من الليل لوصول الدور إليهم.
كما أضاف أن ارتفاع نسبة الوفيات بسبب العجز الكلوي، يعود لغياب التشخيص المبكر لتجنب الدخول في مرحلة الخطر.
حين نزيد على هذه المعلومات ظروفاً صحية خاصة كجائحة كورونا يكون الوضع مزرياً، فالمرضى المصابين بامراض مزمنة اكثر عرضة للإصابة والمضاعفات، حيث تعطلت الخدمات الصحية تعطلاً جزئياً أو كلياً في العديد من المقاطعات.
يرى الدكتور البخاري محمد الأمين
يمكن أن تزيد حالات مَرَضية من خطر الإصابة بأعراض خطيرة في حال إصابة المريض بفيروس كورونا كوفيد 19، حيث تتفاوت حدة أعراض الإصابة بمرض كوفيد 19 تفاوتًا كبيرًا من شخص لآخر. فقد لا يصاب بعض الأشخاص بأي أعراض على الإطلاق. في حين يعاني آخرون من الإعياء الشديد لدرجة تستلزم دخولهم المستشفى، وقد يصل بهم الحال إلى الاعتماد على أجهزة التنفس الاصطناعي او الوفاة لا قدر الله في حالات اخرى.
وتزيد احتمالية الإصابة بأعراض خطيرة نتيجة الإصابة بفيروس كوفيد 19 لدى كبار السن. وقد يزداد الخطر أيضًا لدى الأشخاص من جميع الفئات العمرية ممن لديهم مشاكل صحية خطيرة مثل أمراض الكلى.يمكن لأمراض الكلى المزمنة أن تضعف جهاز المناعة، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأعراض خطيرة عند العدوى بكوفيد 19. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي أعراض كوفيد 19 الخطيرة والأدوية المستخدمة لعلاجها إلى آثار سلبية على الكليتين.
وننصح المرضى الذين يعتمدون على غسيل الكلى للتعامل مع مرض الكلى المزمن، ان يحضروا جميع مواعيد غسيل الكلى، وهو ماقد يكون صعبا في زمن الجائحة فالاجهزة لا تكفي، كما اكد وزير الصحة، والطاقم الصحي غير متوفر دائما بسبب الضغط على المستشفيات ووحدات التصفية.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.