اعتبر رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني "حاتم" وقائد ثلاث محاولات انقلابية في موريتانيا صالح ولد حننا أن الظروف السياسية والاجتماعية التي كانت تعيشها موريتانيا إبان محاكمتهم 2005 كانت تجعل من الحكم بالإعدام عليهم أو تنفيذه أمرا مستحيلا. وأشار ولد حننا خلال حديثه في الحلقة التاسعة من شهادته على عصر الانقلابات في موريتانيا أنه شخصيا كان يتوقع أن يحكم عليه بالإعدام هو وزميله عبد الرحمن ولد ميني، مردفا في الوقت ذاته أن التظاهرات والاحتجاجات، وضغط المنظمات الحقوقية، وكذا الرسائل التي وصلت للمحيط الضيق للرئيس الموريتاني ولد الطايع جعلت من الحكم بالإعدام، أو تنفيذه في حال الحكم أمرا مستحيلا. وتعرض ولد حننا لمحاكمتهم في واد الناقة، مثنيا على أداء لفيف المحامين الذي تولوا الدفاع عنهم، وكذا المنظمات الحقوقية التي واكبت قضيتهم، مؤكدا أنه أمضى أكثر من ستة أشهر في سجن انفرادي، ومشدود اليدين والرجلين بالسلاسل. وخلال الحلقة قرأ الصحفي أحمد منصور، مرافعة القيادي في الجناح المدني لفرسان التغيير سيدي محمد ولد احريمو، وكذا فقرات من مرافعة عبد الرحمن ولد ميني، والتي طالب بإطلاق الجنود، مؤكدا أنه يتحمل كامل المسؤولية عن كل ما قاموا به، باعتباره كان قائدهم، وهو من أصدر لهم الأمر. ولد حننا علق على موقف ولد ميني خلال المحاكمة بأنه كان نبيلا، ومميزا، مردفا أنه لا يفاجئ من يعرف ولد ميني حقيقة المعرفة. كما توقف ولد حننا في حلقة اليوم مع إصراره على إدراج قضية قائد الأركان الأسبق محمد الأمين ولد انجيان، مؤكدا أن المحكمة تجاهلت في البداية ملفه، وهو من أصر على ذكره، مثنيا على أخلاقه والتزامه، واستقامته، وملمحا إلى تفكيرهم في توليه لبعض المسؤوليات في حال نجاح انقلابهم – حينها -. وقرأ ولد حننا جزءا من البيان الذي كتبه بيده، وأصدره بعيد المحاكمة، وقبل صدور الحكم، مشيرا إلى أنهم أصدروه لمخاطبة الساعين للحرية، وللحث على إكمال مشروع التحرر من الاستبداد، مضيفا أن البيان نشر كما ورد، وبخط يمينه. وأثنى ولد حننا على دور رابطة زوجات وأمهات المتعقلين، مؤكدا أنهم كانوا يحتجون بشكل يومي في نواكشوط، ويوزعون المناشير والبيانات، مشيرا إلى أن إطلاق سراح 100 ممن كان تتم محاكمتهم وتخفيف بقية الأحكام خفف من أجواء الاحتقان السياسي التي كانت قائمة. وتوقف ولد حننا مع إضرابهم عن الطعام في السجن لحوالي 20 يوما احتجاجا على بعض الإجراءات ومنها الظروف التي كانت تتم فيها الزيارة، مؤكدا أن حراس السجن استخدموا في بعض الأحيان القنابل المسيلة للدموع ما أدى لاختناق بعض السجناء، وقد وفر له أحد الحراس هاتفا، حيث أبلغ رابطة أقارب المعتقلين، وفي ظروف وجيز كان الخبر لدى كل المنظمات الحقوقية، وهو ما فاجأ النظام. ولد حننا أكد عدم تفاجئه من انقلاب 03 أغسطس 2008، مشيرا إلى أنه كان يدرك أن حجم الاحتقان في البلد كان يفرض حصول تغيير، مضيفا أن الحارس الذي كان على سقف زنزانته بحصول الانقلاب، معتبرا أن رئيس الحرس الرئاسي حينها ورئيس البلاد الحالي محمد ولد عبد العزيز لم يكن ينقصه عن تنفيذ الانقلاب إلا اتخاذ قرار بذلك لأنه كان يعلم أنه لا توجد ولا طلقة خارج كتيبة الأمن الرئاسي التي يقودها، كما أن كتيبة المدرعات كانت تحت إمرته. الصحفي أحمد منصور، ذكر ولد حننا بما قاله في وقت وسابق من أن تغيير النظام الذي يقوم به قادة الأركان ليس انقلابا وإنما إزاحة رأس النظام، مشيرا إلى أنه يرى أن الانقلاب الحقيقي هو الذي يقوم به ضباط من الصف الثاني أو الثالث في الجيش. المصـــــدر المسقبل
فيديو: