(الإعلام نت):
دفعت جائحة "كوفيد-19" المدارس لغلق أبوابها في وقت مبكر من ظهور الجائحة، مما أثّر بشكل سلبي على نشاط أساتذة التعليم الخصوصي و زاد من ارتفاع البطالة في صفوفهم بسب كورونا وإجراءاته.
وقد تسببت الاجراءات الاحترازية بإلحاق الضرر بأساتذة التعليم الحر، كما وأثرت على فرص عملهم و انقطاع أجرهم اليومي والشهري.
سيدي خليفة أستاذ في مدرسة خاصة على مستوى مقاطعة الرياض بانواكشوط، يقول إن الجائحة "أثرت كثيرا علينا كأساتذة خصوصيين، بل كادت أن تعصف بمصدر دخلنا، لولا بعض السياسات التي انتهجتها المؤسسات التي أدرس بها، حيث خصصت مساعدات عينية للأساتذة المتعاونين معها".
ويضيف "غير أن هذه المساعدات لم تلبي حاجياتنا الضرورية واليومية، مما اضطرنا إلى امتهان مهن أخرى ساعدتنا على تخطي تأثيرات الجائحة لنا، و من بيننا أرباب عائلات كان هذا مؤرقا لهم "
أدت الجائحة إلى تأخر دفع أسر التلاميذ لأجورهم، في حين ترك البعض الآخر المدارس بسبب استخدام العائلات مدخراتها في سد احتياجاتها، مما تسبب في تأخر أجور الأساتذة وأحيانا قطعها أو الإقتطاع منها بحجة تدني الوضع الاقتصادي وعجز المدارس عن دفع هذه المستحقات.
النانة محمد أم معيلة لأسرتها تقول: "اضطررنا أحيانا إلى التفكير بشكل جدي في وضع حد نهائي لمسيرة أبناءنا الدراسية وإقحامهم في مجال العمل، فرغم أن ذلك سيكون أمرا خطيرا لكنه في النهاية يدخل في إطار أخف الأضرار"
الشيخ الولي الحسين السالم مدير مدارس السبْع للتعليم الخاص في نواكشوط
يقول إن "الحديث عن الوباء العالمي المسمى كوفيد19 وتأثيره على التعليم حديث ذي شجون، خصوصا إذا ما تحدثنا عن آثاره السلبيه المتمثلة في انفصال البعض عن العمل وتأخر الأجور المستحقة، والبطالة التي خيمت على حملة الشهادات أنذاك في فترة الجائحة.
لقد كان لكوفيد19 تأثيرا بالغ على التعليم بشقيه العام والخاص خصوصا الخاص، حيث جعل المؤسسات التعليمية تقوم بتقليص العمال مما تسبب في وضع الكثيرين في خانة البطالة من حين لآخر، حيث أن كل مرحلة من مراحل الجائحة تأتي بفصل جديد لبعض العمال، وهذا في الحقيقة ماجعلها مرحلة من البطالة لم نألفها سابقا.
ويضيف "كما تسببت جائحة كوفيد19 في تأخر الأجور المستحقة، ومحاولة تقليصها أودفعها على شكل دفعات من أجل تغطية الحالة العامة للعمال وفي الأخير اضطررنا إلى اللجوء إلى المنصات الرقمية ومحاولة تعويد الناس على التعلم والدراسة عن بعد رغم أنها لم تكن ذات جدوى إلا انه لم يكن هنالك بديل عنها. ومن هنا يمكن أن نقول بأن جائحة كوفيد 19 كان لها الأثر الحاد على التعليم وكل ماه على شاكلته".
ميمونة جوب مدرسة في التعليم الخاص تحكي تجربتها فتقول: "كنت أعيل أبنائي من الأجر الذي أحصده من التدريس في المدارس الخصوصية، كما كنت أدخر بعضه للعطلة الصيفية حيث نقضي ثلاثة أشهر دون عمل، لكن مع ظهور جائحة كوفيد19 انقلب كل شيء رأسا على عقب وتعطلت مصادر رزقنا مما أطر الكثيرين منا إلى البحث عن فرص عمل أخرى، فأنا شخصيا تحولت مباشرة من مدرسة إلى بائعة خضار أمام منزلي الذي أقطن به، وبذلك استطعت إلى حد ما مواجهة بعض الأضرار الإقتصادية التي تسببت بها لنا الجائحة".
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.