كانت البلاد قد خرجت لتوها من موجة ثانية من وباء كورونا ، بعدها أعلن وزير الصحة حينها سيدي ولد الزحاف عن حملة وطنية للتطعيم ضد فيروس كورونا بالجرعة الأولى خصصت لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة بلقاح "استرازينيكا" كان إطلاق الحملة في 15 يونيو لعام 2021 واستمرت أيام16و17 من نفس الشهر ، في حملة كانت تهدف لتطعيم 300 ألف مواطن ، دون أن تتمكن الوزارة من الوصول للعدد المحدد ، وأعلنت اقترابها منه
حملة ثانية للتطعيم أعلنتها الوزارة ارتفع سقف المستهدفين فيها ليصل 330 ألف مواطن تم إطلاقها مابين الفترة من 12 – 19 أغسطس 2021 ، ووفق الوزارة فقد رفعت الحملتان أعداد الطعمين من 42333 مطعم بالجرعة الأولى و6902 مطعم بالجرعة الثانية يوم 14 يونيو 2021 ، إلى 243757 مطعم بالجرعة الأولى و325363 من مكتملي التطعيم.
في 30 من أغسطس2021 أطلقت الوزلرة حملة تكميلية استخدم فيها اللقاح البريطاني "آسترازينكا" وهو موجه بالأساس لمن تلقوا الجرعة الأولى خلال الحملة التي أطلقتها الوزارة منتصف يونيو من نفس العام حيث سيحصلون على الجرعة الثانية.
حينها أعلن سيدي ولد الزحاف وزير الصحة آنذاك بلوغ نسبة تلقي التلقيح من الفئات المستهدفة إلى 12% فقط.
لم تكتفي الوزارة ، بل أطلقت حملة رابعة مع بداية العام الدراسي 2021-2022 ، جاءت من أطار ، رفع سقف المستهدفين كذلك لحدد بنصف مليون مطعم ، تم إطلاقها يوم 14 أكتوبر2021 أعطت الحملة وفق ماهو معلن الأولوية للنساء الحوامل والمرضعات والتلاميذ مافوق 18 سنة والأطقم الترلوبة وعمال الإدارة العمومية والسائقين ،وأعلن عن نسبة نجاحها حيث بلغت 120% وفق الوزارة.
في مايو لعام 2022 نظمت الوزارة أسبوعا وطنيا لتلقيح 531758 مواطن ، وتم تمديده لتصل نسبة نجاح الحملة إلى 103% وفق وزارة الصحة،
إذ بلغ عدد المطعمين 550330 ، ماعتبر حينها نجاحا ، ظلت الحملة متواصلة حتى ظهور متحول أوميكرون الذي أطلقت بالتزامن معه حملة سادسة في يوليو مابين 08 و 17 من الشهر ووصلت نسبة نجاحها 107% وفق المعطيات الرسمية ، فقد بلغ عدد المطعمين 192151 بينما كان عدد المستهدفين 179509.
نسب مئوية متفاوتة تعلنها الوزارة في ختام كل حملة زادت في أغلبها على المائة ماينبئ بنجاح الحملات التي نظمت حتى الان في سبيل التطعيم وتعميم اللقاح، أساليب عديدة اتخذتها الحكومة الموريتانية في سبيل ذلك منها منع ولوج الإدارات العمومية والمؤسسات الخدمية دون بطاقة تلقيح وإلزام الموظفين العموميين بتلقي اللقاح وكذاك استهداف التلاميذ والأطقم التربوية إضافة لفرضه على المسافرين عن مداخل المدن وعواصم الولايات .
كل ذلك ومازالت الوزارة من حين لآخر تتحدث عن ماتصفه بالضعف في نسب التطعيم التي وصلت 57.68% بالنسبة للبالغين في تاريخ 27 يونيو 2022 و 8.05% بالنسبة للفئة العمرية الأقل من 18 سنة ، هذا في مايخص مكتملي التلقيح.
آخر تحديث نشرته الوزارة تحدث عن 72.72% من السكان البالغين تلقوا الجرعة الأولى و 45.98% من الأطفال تلقوا الجرعة الأولى كذلك.
وبالنسبة للجرعة التعزيزية فقد تلقاها وفق ذات التحديث 9.45% من البالغين و 1.05 مابين سن 12 و18 سنة.
يُرجع مشاركون في العملية اضطراب الوضعية وتراجع نسب التطعيم في فترات إلى ضعف عمليات التوعية والتحسيس في غير أسابيع الحملات الرسمية كما يرى الدكتور سيدي ولد إسحاق "طبيب عام عمل بوحدة التطعيم ضد كوفيد19 مستشفى 7 بروصو".
يضيف ولد إسحاق " بالنسبة للفترات التي أعلنتها الوزارة أيام تطعيم ودعت للإقبال نلاحظ تضاعفا في أعداد المواطنين الراغبين بتلقي اللقاحات ، علما أن كافة اللقاحات موجودة عندنا وفي أجوء مناسية وظروف مرضية من ناحية التخزين والنقل ، إلا أن الأمر يتضاءل في غير الحملات ، وذلك حسب رأيي عائد لتفاعل المواطنين مع عملية التحسيس التي تشفعها الوزارة بملصقات ربنا يكون لها تأثير ولو نسبي وكذلك السكتشات والتمثيليات وعمليات التحسيس بكافة أنواعها سولء مكتوبة أو مسموعة أو مرئية على الإعلام الذي أضحى أكثر انتشارا بفعل وسائل التواصل الاجتماعي"
"ماهو مؤكد أن الأمر مازال يتطلب المزيد والمزيد من التحسيس والدعم والتوجيه وحتى فرضه إن لزم الأمر ، فقد يصبح المواطن أكثر تقبلا مع مرور الوقت" ينهي ولد إسحاق حديثه معنا.
للعقلية المجتمعية تأثير إذا على النسب المعلنة وعلى تقدم العملية في فترات معينة ، توجهنا بأسئلة تخص الموضوع من شقه الاجتماعي إلى الباحث في علم الاجتماع المصطفى ولد محمدن "خريج علم الاجتماع بكلية الآداب من جامعة نواكشوط" الذي يرى أن للأمر في كل الأحوال ارتباط بالدعوات والجبر أحيانا.
ولكن كيف ؟ نتساءل... يجيب ولد محمدن" إن طبيعة الإنسان أن يتفاعل مع كل ماهو موجه له ، سواء كان ذلك بالإيجاب أو السلب ،وردة الفعل قد تعكس تقبلا لموقف أو فكرة ما أو رفضا صريحا له أيضا ، ويتحكم في ذلك إلى حد ما أسلوب الدعوة وطريقة تقديمها والقالب المقدمة فيه، فعلا سبيل المثال حين ندعوا المواطنين إلى تلقي اللقاح ضد كورونا وهم على علم مسبق بخطورة الوباء وماقد يسبب من أضرار قد تؤدي للوفاة في أسوإ الأحوال ، فإنهم سيسارعون حتما إلى الإقبال عليه، ولا أستبعد هنا أن تكون الحملات التي تأتي بعد ارتفاع في معدل الإصابات أو بعد ظهور متحول للفيروس أكثر نسب نجاح من غيرها ،وذلك راجع للخوف من الإصابة وتأثيراتها الجانبية المحتملة.
وعلى العكس تماما حين لاتكون هناك طفرة في الإصابات أو ظهور متحور مرعب فإن الإقبال سيكون محدودا إلى حد كبير ، فالأمر بحق مرتبط بالخوف لا أكثر".
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.