ليسَ أكثرَ إيلامًا من سياطه إلا شماتةُ إخوة الوطن وتبريراتُ المُدجّنين في حظيرة السلطان بما فاض عن قصعتِه من فضلة طعام وثُمالة شراب!
كّلنا تحت حدّ سِكينِه سواء؛ سِوى أننا نرقصُ ألَمًا ونصرخ بين نوبات الأنين عنّا وعنهم؛ وهُم يظنوننا نرقص طربا
يامَن يُعاتِبُ مذبوحًا .. على دمه¤¤ ونَزفِ شريانه .. ما أسهلَ العَتبَا
منْ جرّبَ الكَيّ لا ينسى مواجعَه¤¤ ومن رأى السمَ لا يَشقى كمَن شرِبا
حبلُ الفجيعةِ مُلتَفٌ على عُنُقي ¤¤ فمَن يُعاتِبُ مشنوقا إذا اضطرَبا!
الذين يُبرّرون الفشلَ ويدعمونَ الوهمَ ويعبدون الفراغ، اللاهثين على هوامش عُمرِنا.. الناعتين الخوَرَ بالحِكمة والجورَ بالعدالة والرعونة بالأناة؛ هؤلاء تصلح جِلدَة وجوهِهم بعد تطهيرها ودبغها حذاء للحاكم مادام حاكما فقط
وهذا أقصى من تصلح له
إن الذي يُعتّق دموعَ الفقراء ودمعَهم ودمَهم ليُديرَ الكؤوس على المترَفين بطَرًا ويأخذُ من خبز هؤلاء ليُشبِع اؤلئك ليسَ إلا خادما لهم
يُحمِي علينا في قدور راسيات حتى إذا نضجت جلودُنا قسَمَنا بينَهم في جِفان كالجواب؛ فتَناهشونا كما تناهشُ السباعُ فرائسَها
إن كنتَ تَعلَمُ ما تأتي ..وما تَذَر ¤¤ فَكُن على حَذر .. قد يَنفَعُ الحَذَرُ
واستَخبِرِ الناسَ عمّا أنت جَاهِله¤¤ إذا عَمِيتَ فقد يَجلو العَمَى البَصَرُ
مؤكَدٌ أن هذا ألأمرَ لم تُقم فيه مشورة بين عُقلاءَ ولم يُستَفتَ فيه قلبٌ ورِعٌ فرآهُ بِرًّا اطمأنّ إليهِ؛ وجَلِيٌّ أنه يفتقر لباقة عامرٍ وأناةَ طيءٍ وحِلمَ تميم وجرأة قريش وحميّة الأنصار
ولنُرحّمْ في هذا المقام على سيّد تميم الأحنف ابن قيس
ليس أقبحَ من ذنوب هؤلاء إلا معاذيرهم؛ و أسوء من خمولهم إلا أعمالهم؛ وإنكَ لَتَحارُ في أمرهم فتقلبه في رأسك فلا تهتدي سبيلا
أيُعقَلُ أن يكون الأفيون المُتداوَل في مجالس هؤلاء مغشوشا! إذًا لَهانَ كلُّ شيء
ثُمّ إن الشعوب التي تكتفي من حياتها بخبز حافٍ ودقائق جنس مسروقة وحفنةَ تِبع لِيَعُبّها شراهة وينفثَها دخانا ثم يدعون بطول البقاء للحاكم؛ يستحقون أن يأخذَ مالَهم ويجلد ظهورَهم وهم بذلك راضون
آه.. ما أسعَد اللامبالين بحيادِهم الغبي وأتعس ذي العقول.
بقلم الدكتور: خالد عبد الودود