هل غادر الإخوان من متردمي!!
دأب السيد محمد المنى في ذكرى العاشر من يوليو على تذكير الموريتانيين بمساويه وحسنات النظام المطاح به (أنظر صفحته). ولم يتعرض لأي أذى لفظي من الذين لا يرون رأيه؛ طرح بعضهم وجهة نظره المختلفة، وتجاهل أغلبهم الموضوع مللا من التكرار.
كنت من الذين طرحوا وجهة نظر مختلفة على جداره. ولم يخطر ببالي أن أتعرض لهجوم لاذع فقد استقر في أخلاق "العرب" إكرام الضيف ولو كان مطلوبا في ثأر…
أبتُ إلى صفحتي، وهي "مثابة" للمعلقين يأمنون فيها قبيح القول تصريحا وتلميحا…
في تعليقي، وأنا في ضيافة "صديق الفيس"، شبهت تكراره كل سنة ل"مثالب" العاشر من يوليو، وتغنيه بشمائل النظام المطاح به بمناحة كربلائية، وهو تشبيه بليغ في مبناه ومعناه، غير أن البلاغة لا تروق كل الأذواق…
وزاد من حنق محمد المنى على ضيفه أنه وصف النظام المطاح به بأنه نظام فردي، فانبرى يذكر بأن نظام القذافي رحمه الله كان نظاما فرديا، وأضيف أن نظام حسن غوليد كان نظاما فرديا، مثله مثل نظام زياد بري… فهل يكفي ذلك لنفي الصفة عن النظام الذي أطاح به العاشر من يوليو؟!
يقول محمد كلي، في مذكراته: المختار faisait, de temps en temps, le ménage autour de lui، ولعل من أشهر ضحايا Le ménage ، سيد المختار، سليمان، محمد ولد الشيخ، أحمد باب أحمد مسكه… Et j’en passe أليست هذه أهم صفة في الحكم الفردي!
لم يكتف السيد المنى بإكرامي على صفحته، وإنما تبعني إلى صفحتي ليكزر من جدارها مساحة تفوق أضعاف تلك التي خصصتها للتدوينة التي أنسته "شيم الزوايا"!
رغم تكلف الغزو لم يزد السيد المنى على ما كرره الإخوان في هذا الفضاء من تعريض بالكنتي، وتذكير بمقامه في الجماهيرية… وقد أجاد "لمغني" في وصفه للحديث المعاد..
شد الجدل عضد المنى بأخيه إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا ( من يشهد للعروس!)، فأعان المنى في صفحته بفضل قول وصله على صفحتي بحديث عن انتهاك الدستور كان إثارة لحكاية "كبش لمبيَ" أيام التشريق…
فقد كان النظام المطاح به أول من انتهك الدستور فغيره في ظرف أسبوع ليمنع التعددية الحزبية وسخر لذلك الممتلكات العامة فأرسل طائرة صغيرة إلى بومديد لاستجلاب نائبه طلبا للنصاب القانوني: Un holdup politique.
ألا يمكن لنخبنا السياسية أن تختلف حول أنظمتنا السياسية دون تعصب وشخصنة؟
نناقش الوقائع والأفكار بمعزل عن الأشخاص، ونتحدث في الشأن الموريتاني دون استدعاء بومدين، والتعريض بالقذافي رحمهما الله؟
أن يستخدم السيد المنى كلمة الأخ للسخرية من رجل لم يعد قادرا على الدفاع عن نفسه يذكر ب"اتناتيف ذوك الخلطة أللّي ما يطيح فيه ماه لكلام الحر"، وهو في سياقنا أحق ب"أخ"، والبصق على اليسار الذي التحق بحزب الشعب…
محمد إسحاق الكنتي