الشمس لا تنتظر استيقاظك من النوم لتمنحك النور ولا الزهور تنتظر اقترابك منها لتمنحك العطر بل يجب عليك ان تكون الاسرع فلا تقف مكتوف اليدين وهذا ما حدث بين القاهرة عاصمة مصر الشقيقية وهي الشقيقة الكبرى دائما وحركة (حماس) فقد طال انتظار غزة والحصار الاسرائيلي مرهق خاصة وانه كان برا وبحرا وجوا ولم يبق امام اهلنا في غزة سوى نافذة مطلة على مصر هي معبر رفح .
واخيرا فتحت القاهرة معبر حماس وهو معبر رفح ..لتستقبل وفدا رسميا من حركة المقاومة الاسلامية حماس على مستوى رفيع برئاسة السيد (موسى ابو مرزوق) نائب رئيس الحركة وحضور السيد محمود الزهار وخليل الحية واخرين من الصف الاول في قيادة حماس قادمين من (غزة).فكان لابد للصبح ان ينجلي.. وتفتح القاهرة ذراعيها وقلبها لـ 2 مليون فلسطيني هم سكان غزة واهلها .كانت الغيوم ملبدة في سماء العلاقات المصرية الغزية بسبب وجود حركة (حماس) على راس (غزة ) فان الحاسدين والحاقدين والناقمين ..ما اكثرهم ولكن الخلافات بين الاشقاء سرعان ما تذوب مثل ذوبان الملح في الماء ونعتقد ان الامة العربية بخير ففيها من القيادات الحكيمة التي تتسط لاصلاح ذات البين ونعتقد ان المملكة العربية السعودية قامت بهذا الدور مشكورة بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود. والايام القليلة القادمة سوف تبين الحقيقة.
لقد وجدت عقبات كثيرة بين غزة ومصر منذ زمن حسني مبارك والذي يوصف بانه الفترة الذهبية لاسرائيل..فقد اعطاها امنا وامانا طوال ثلاثين عاما..ضيق فيها الخناق على غزة مما اجبرهم على حفر انفاق بين غزة ومصر لمساعدة الشعب المحاصر في غزة .وبعد ثورة مصر سنة 2011 تنحى مبارك وانتخب الشعب المصري الاخوان المسلمين للحكم فجاءت النقمة على غزة وبدأ المصطادون في الماء العكر يرمون شباكهم وبدأ سيل الاتهامات الى غزة وكانه لا ينتهي .. فاتهموا حماس بانها من الاخوان المسلمين واتهمت حماس بانها تحارب الجيش المصري في سيناء.. واتهمت بكل التفجيرات التي حدثت في مصر..ثم صدر حكم باعتبارها حركة ارهابية ولكن صدر حكم جديد يلغي الحكم الاول ويعتبرها حركة مقاومة وليست ارهابية.. واخرها اتهام وزير الداخلية المصري لحماس باشتراكها في قتل النائب العام المصري هشام بركات .
وكتبنا كثيرا بان غزة بريئة من دماء اخواننا في مصر ..واهل غزة قالوا مرارا بانهم ليس من المعقول ان يؤذوا مصر باي حال من الاحوال ثم قال الشهيد الشيح احمد ياسين ان حركة حماس لم تكن يوما تابعة للاخوان المصريين في مصر فهي ليست مسجلة في قيودهم وكل ما في الامر ان (حماس) هي حركة مقاومة اسلامية تدين بالاسلام وليس لها علاقة مع الاخوان المسلمين في مصر فالعلاقة لن تكن سوى ارتباط فكري بحسب الشريعة الاسلامية .وكان ابطالها يحاربون قبل تاسيسها باسم (المرابطون على ارض الاسراء) وحركة (الكفاح الاسلامية )فهي حركة تؤمن بتحرير فلسطين كلها وان صراعنا هو صراع وجود وليس صراع حدود .وامنت بالقوة العسكرية وليس بالمفاوضات العبثية.
اما عن علاقة حماس بحزب الله ..فقد قالت الحركة اذا قدم حزب الله مساعدة غير مشروطة فهي تقبلها منه شاكرة ولكن اذا كانت المساعدة مشروطة وليست معاملة اخوية فهي ليست مع حزب الله ..وهذا ما حدث في سوريا .فانتقلت قيادة حماس الخارجية الى الدوحة بدلا من دمشق.وكذلك الامر مع (ايران )فان ايران امدت حماس وكانت حماس تعتقد ان هذه مساعدة اخوية وان ايران يهمها ان تكون حماس قوية لمجابهة اسسرائيل ولكن اتضح لها ان ايران ليست جمعية خيرية تساعد المظلومين على قتال العدو الاسرائيلي الذي احتل وطننا واغتصب بلادنا واهدر كرامتنا وانها تريد تمدد المذهب الشيعي الى غزة هاشم علما بان اهل فلسطين عامة واهل غزة خاصة من المسلمين السنة لا نؤمن بمذهب الولي الفقيه ولا نرغب في الدخول في مناقشة حول مدى سلامته من الاسلام فهذا لا يعنينا المهم ان غزة قطعت علاقتها مع ايران منذ سنة 2009 بحسب تصريح السيد موسى ابو مرزوق الذي صرح به الى التلفزيون المصري.
ولكن تبقى خناجر الاشقاء والاقارب (اصحب الوسواس الخناس ) فهم يهمسون ولم يكتفوا بتقسيم فلسطين الي دولة رام الله ودولة غزة وكلتاهما تحت الاحتلال كان الرئيس (محمود عباس ) الذي انتهت ولايته منذ امد طويل الا انه يتكلم زاعما صدافته مع المشير عبد الفتاح السيسي سرا وعلانية بان مصر لن تفتح (معبر رفح ) الا اذا جاء هو الى غزة وجاءت (قوات الرئيس) الي معبر رفح ..والا فليبق الفلسطينيون في (سجن غزة) ولا ندري هذا كلام رجل عاقل يفترض فيه انه رئيس كل الفلسطينيين..
ونسي عباس ان مصر التي قدمت مئات الشهداء من اجل فلسطين لا تربط قرارها وهي قائدة الامة العربية برجل واحد كائنا من كان وان السلطة الفلسطينية لم يعد لها وجود فهي على الورق فقط وهو لا يستطيع ان يغادر رام الله الا باذن او بتصريح من اسرائيل. والمشكلة في اسرائيل حقا انها اذا حلت السلطة الفلسطينية فسوف تضطر الي تحمل مسؤلية جميع الفلسطينيين باعتبارها محتلة لهم خاصة وان وزير الدفاع الاسرائيلي ( الجنرال يالون) اكد في محاضرة له في تل ابيب ان اسرائيل لن تسمح ابدا بدولة لشعبين.و وحماس استطاعت ان تصمد في وجه الاعتداءات المتكررة على غزة باذنن الله
فعلاقتنا مع مصر علاقة محبة واخوة وعلاقة دم فمصر قدمت مئات الشهداء من اجل القضية الفلسطينية فان صفاء القلوب اصبح قاب قوسين او ادنى باذن الله .
قال تعالى :- (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ..ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ..ان الله يحب المقسطين .انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين ..واخرجوكم من دياركم ..وظاهروا على اخراجكم ..ان تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون ) . صدق الله العظيم
[email protected]
addustour