مدينة وادان التاريخية إحدى المعالم الأثرية التي عرفتها بلاد المنارة والرباط على مر العصور
حيث تشكل مع أخواتها شنقيط وولاته وتيشيت أهم المدن التاريخية في البلاد
ما خول لها أن تكون إرثا حضاريا عالميا لدى منظمة اليونيسكو.
يعود تاريخ تأسيس هذه المدينة إلى القرن السادس الهجري وبالتحديد عام 536 هـ على يد الحجاج الذين قدمو إلى المنطقة في تلك الفترة حسب الرواية المتواتر عليها
تمتاز وادان بمناظرها الخلابة وعمرانها الفريد وتنقسم إلى جزئين أحدهما غير مأهول بالسكان ويطلق عليه المدينة القديمة بالإضافة إلى جزء آخر غير مأهول بالسكان حيث تتواجد المباني والمنشآت الإدارية
ويستوطنها مجموعة من الشعوب يعود أصلهم إلى تجمع لقريات كانت قد سبقت قيام المدينة الحديثة
يتميز الوادانيون بأسلوب خاص في التخطيط العمراني للمدينة وطريقة في بناء المنازل
وهو موروث حضاري قديم انتقل به السكان الأصليون من حي القديمة نحو المدينة الجديدة وله عديد الدلالات التعبيرية عند سكان المنطقة حيث أن الدور لها مسمياتها التي تتسم بها عند أهل المنطقة
ولكونها كانت تعتبر ممرا للقوافل التجارية القادمة من خارج البلاد ومحطة توقف لهم
يعتمد اقتصاد ساكنة وادان أساسا على التجارة والزراعة نظرا لما تزخر به المدينة من واحات للنخيل وأرض خصبة تصلح لذالك
أما عن الإسهام العلمي لوادان فبين ممرات المدينة العتيقة وأزقتها ، تعترضك مكتبات تحتوي آلاف المخطوطات النادرة في شتى المصنفات من علوم نقلية وعقلية كالنحو والصرف والبلاغة والطب والفلك وغيرها من العلوم التي أنتجتها الحضارة الوادانية في أوج ازدهارها
ويوجد في المدينة مايزيد على ثمانَ عشرة مكتبة تشهد على إرث ثقافي ثري لمدينة تاريخية، ظلت فترة كبيرة من الزمن هي النواة العلمية الأولى في تغذية كافة المنطقة
وماتزال حتى اليوم أزقة وادان وممراتها الضيقة تروى جهود الإنسان الواداني الذي تحدى قساوة الطبيعة بحرها وبردها
حيث تأخذك هذه الممرات إلى أطول شارع في المدينة "شارع الأربعين عالمًا"
قبل أن تقتادك من خلاله إلي البئر المحصنة و مجدها التليد وقصص الإنسان المثيرة التي ماتزال آثارها شاهدا حيا في تلك الربوع
يقسم شارع الأ ربعين عالما المدينة إلى شطرين من الجنوب إلى الشمال، ليصل ما بين المسجد العتيق عند سفح المرتفع والجامع الجديد في أعلى نقطة منها والذي تأسس هو الآخر قبل مائتي عام و تقول إحدى الرواية في المدينة إنه بني في سبعة أيام.