نواكشوط- «القدس العربي»: تشد موريتانيا هذه الأيام أحزمتها على مستويات عدة وبخاصة على مستوى مطارها الدولي الذي لم يفتح بعد للملاحة، لاستضافة القمة العربية السابعة والعشرين المقررة أواخر تموز/ يوليو المقبل.
وذكرت مصادر صحافية محلية أن وزير الخارجية الموريتاني الذي عاد للتو من القاهرة، اتفق مع الأمين العام للجامعة العربية على عقد القمة العربية يوم الاثنين 25 يوليو/تموز، على أن تبدأ الاجتماعات التحضيرية لها يوم 20 من الشهر نفسه ، لوضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال وملفات القمة.
وفي إطار الإعداد للقمة سيقوم الأمين العام للجامعة العربية قريباً بزيارة لموريتانيا، كما ستوفد الجامعة العربية بعثة من كبار مسؤوليها وخبرائها إلى موريتانيا في شهر يونيو المقبل لوضع الترتيبات النهائية للقمة.
وفي موريتانيا، تجري حالياً استعدادات على مستويات عديدة لضمان تنظيم القمة في أحسن الظروف وبخاصة على مستوى الاستقبال حيث يجري التركيز على استكمال الأشغال النهائية للمطار الدولي الجديد، وإعداد القاعة التي ستستضيف جلسات القمة.
ولا تزال استضافة موريتانيا المفاجئة للقمة العربية بعد تخلي المغرب عنها تثير الجدل بين الموالين لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز والمعارضين له.
وفي هذا الإطار كتب الشيخ سيدي محمد معاون مدير وكالة الأنباء الموريتانية مقالاً تحت عنوان «قلوبنا كلها غرف للعرب وفنادق من خمسة نجوم»، أكد فيه «أن قبول موريتانيا المبدئي لاستضافة القمة العربية يبدو أنه أمر مزعج للكثير من الأقلام الوطنية، بل والكثير من طيفنا السياسي».
«فالقمة، يضيف الكاتب، تعني في نهاية المطاف، تجمعاً لزعامات عربية ودولية وأممية وحشداً إعلامياً يجعل البلد ولو ليوم واحد في قلب الحدث العالمي، وهذه فرصة ينبغي أن لا تضيع على هذا البلد المنسي إلى حد ما عربياً».
وأوضح الشيخ سيدي محمد «أن التشكيك في إمكانيات البلد من حيث القدرة على استيعاب هذا الحشد المرموق، يبدو في منتهى النظرة الدونية، ونحن لا نعتقد أننا في هذا السياق بحاجة للتأكيد بأن مساهمتنا المعاصرة في القضايا العربية المركزية لا تحتاج للعرض والمزايدة».
وقال «قلوبنا كلها غرف للعرب وفنادق من خمس نجوم ورغم ذلك ففي الواقع من الوسائل والدبلوماسية الموريتانية المرنة والهادئة والمتوازنة كفيلة بجعل قمة نواكشوط قمة نوعية وإن بالغنا في التفاؤل قلنا إنها ستؤسس لعمل عربي جديد من شأنه أن يعيد الأمل للعرب في لم شملهم وإطفاء حروبهم والتسامي على جروحهم المؤلمة». وخلافاً لهذه النظرة المتفائلة كتب الصحافي باباه سيدي عبد الله السفير والناطق السابق باسم الخارجية الموريتانية معالجة لاستضافة موريتانيا للقمة تحت عنوان «دبلوماسية الصدفة والترتيب الأبجدي».
وانتقد ما قال «إن الإعلام الرسمي الموريتاني وبعض المواقع والصفحات الشخصية حفلت به وقُدِّمَ للرأي العام باعتباره «نجاحات دبلوماسية غير مسبوقة» حققها نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز».
وأكد سيدي عبد الله «أن رئاسة موريتانيا للاتحاد الافريقي ومشاركتها في وساطات عديدة، بعيدة كل البعد عن «النجاح الدبلوماسي غير المسبوق»، شأنها شأن استضافة القمة المرتقبة لجامعة الدول العربية التي قذف بها إلينا الترتيب الأبجدي كالبطاطس الساخنة».
واختار الصحافي الشيخ بكاي عبارة «أهلا بالعجوز «البغي» عنواناً لتدوينة نشرها عن استضافة موريتانيا للقمة العربية مؤكداً «أن الترتيب الأبجدي دفع بموريتانيا الآن إلى رئاسة الجامعة العربية.. وهي ورطة أتمنى، يضيف الكاتب، أن يوفق الرئيس محمد ولد عبد العزيز في التعامل معها».
وقال «الوضع العربي الراهن في أبشع صوره..ولن تعقد في الأجواء الحالية قمة بالحد المقبول من الحضور، وبالمستوى التمثيلي المطلوب..ثم إن المطروح على أجندة أي قمة تعقد في هذا الظرف معروف، ومعروفة الجهات التي تسعى وراءه، وهو لا ينال إجماع المؤسسة الرسمية العربية العرجاء، ولا ينال أيضا إجماع من يحركون «البيادق» العربية من الغرباء الممسكين بمفاتيح اللعبة، وهي لذا لن تحقق»الحد الأدنى» من النجاح في بلد يستضيفها للمرة الأولى». «وأعتقد أن مصلحة موريتانيا، يضيف الشيخ بكاي، أن تبقى حرة في «علاقاتها الثنائية»، مبتعدة في الوقت ذاته عن التجاذبات…. وألا تكون مطية يمر من خلالها ما هي في غنى عن التورط فيه».
وقال «أتمنى على الرئيس عزيز أن يعتذر عن عدم استضافة القمة أو يطلب التأجيل حتى يأتي الوقت الملائم.. أعرف أن ممثل موريتانيا في القاهرة أعلن استعداد بلاده، لكن ما زال في يد الرئيس أن يتخذ القرار الحكيم».
وقال «هذا في ما يعني موريتانيا…أما في ما يعنيني فإنني أقول:
- لا أهلا بالعجوز المترهلة «البغي» التي شرَّعت على الدوام «خراب بيوت» العرب..؛ لا أحد ينسى قممك أيتها الغارقة في بحر دماء العراقيين والليبيين والفلسطينيين والسوريين.. مع السلامة أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ..عودوا إلى بلادكم… لقد انتهت القمة».
عبد الله مولود