في البداية علينا الاعتراف أن جل النخبة السياسية في موريتانيا مصابة بمرض "النفاق السياسي" وهو مرض فتاك ويرتبط بالوظيفة ارتباطا وطيد منذ القدم ، وهنا سنحاول تعريف النفاق، ففي اللغة هو إظهار الإنسان غير ما بباطنه وسمي المنافق به لأنه يجعل لنفسه وجهين، يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجهه ، ويعرف مفهوم النفاق بشكل عام على أنه الطبيعة الخطيرة في سلوك الإنسان، وفي قوله تبارك وتعالى ﴿ولا تُطِعِ الكافِرِينَ والمُنافِقِينَ ودَعْ أذاهم وتَوَكَّلْ عَلى اللَّهِ وكَفى بِاللَّهِ وكِيلًا﴾ صدق الله العظيم
نلاحظ هنا أن العلي القدير قرن بين " الكافر والمنافق " مؤكدا أن النفاق محرم ومكروه بكل أشكاله و أخطره " النفاق السياسي ".
هذا النوع من النفاق يدمر المجتمعات ويخرب الأوطان ويعتبر خيانة عظمى لصاحب الشأن والقرار الذي يتم مدحه تقربا منه من أجل المنصب والمنافع الشخصية فالنّفاق من أثافي الذّل ، لقد سأل رجل صاحبه لماذا هواء الفجر نقي؟ فقال لانه يخلو من أنفاس المنافقين .
علينا أن نعلم أن النفاق حالة مرضية نفسية تنبئ عن خبث المتملق ، حيث لا يستطيع أن يواجه الحقيقة بصراحة، وما نراه الآن من ممارسات سياسية تتسم بالكذب والخداع والغدر والتبرير غير المنطقي، ليس إلا انعكاسا لتفشي هذه الظاهرة الخطيرة والمدمرة للأوطان، حيث يتم مدح من على السلطة بأشكال المديح وعند خروجه من السلطة لن يرحمه من كانوا بالأمس يمدحونه تقربا منه لأنه صاحب الشأن ، فيظل المنافق متلون لا يعرف الثبات على المبادئ و آفة المنظومة السياسية والاجتماعية حيث قال عليه أفضل الصلاة والسلام (إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي منافق عليم اللسان) (عليم اللسان يمتلك المنطق ومنزوع المبادىء تحركه مصالحة الشخصية) .
و يقول ويليم شكسبير " بعض البشر يتحدثون بثقة عن الطيبة، ويمارسون النفاق بمنتهى الإبداع "
اللهم لا تهلكنـــا بمـــا فعل السفهـــاء منــا
بقلم : زين العابدين سيدي عالي