الخطوات الديبلوماسية اليوم لموريتانيا تعكس غضبا دفينا متناميا من تصرفات السلطة الانتقالية في باماكو والجيش المالي الذي يتجه إلى أن يكون مجرد عصابة إرهابية ككل العصابات الإرهابية المتناحرة في الفضاء المالي الشاسع.
وللغضب الموريتاني الرسمي والشعبي ما يبرره، فقد رفضنا كل الإجراءات الصادرة عن دول الجوار ضد الطغمة الحاكمة في باماكو، لا تعاطفا مع هذه الطغمة وإنما رفضاً لمعاقبة الشعب المالي بجريرة حكامه، وهو الشعب الذي تربطنا به وشائج الدين والقربى والجوار، فكنا ولا نزال جهة التموين الأولى للسوق المالي، وها نحن ندفع ثمن موقفنا النبيل دمًا وغدرًا حيث تسّاقط أرواح أبنائنا في الشريط الحدودي مع جارٍ كان كل همنا مساعدته وتضميد جراحه.
واليوم وقد وقع الذي وقع فإننا نعزي أنفسنا في شهدائنا الأبرياء، ونهيب بالحكومة أن تتعامل مع الموقف بأعصاب باردة جدا مهما كانت حجم المأساة، وأن لا تنجرّ تحت أي ظرف إلى أية إجراءات غير حكيمة أو متشنجة، وأن تُظهر للجميع الفرق بين حكومة مسؤولة تتصرف بحكمة وأناة وحزم، وعصابة تعمل على تحويل بلدها إلى ساحة صراع للقوى الأجنبية وعصابات الجريمة المنظمة.
كما على مواطنينا في المناطق الحدودية أن يدركوا خطورة المستجدات الأمنية بمالي، وأن يتعاملوا معها بما تقتضيه من حيطة وحذر.
من صفحة الوزير السابق سيدي محمد ولد محم