لست خبيرا اقتصاديا ولست بحاجة لأبسط خبرة اقتصادية لأقول لكم إن البلد يعيش أزمة معيشية واقتصادية مالية خانقة لاتعالج بعنتريات الناطق باسم الحكومة ولا بألأرقام المنفوخة لوزير "الشريحتين"
إن لجوء بعض المواطنين لأساليب جديدة وغريبة دينيا واجتماعيا وقانونيا للحصول على المال بأية طريقة يكفى دليلا على عمق المأساة فنحن تجاوزنا مجاعة البطون لنصل مستوى مجاعة الضمير والأخلاق والقيم الطبيعية حتى لكأننا قمنا بتفكيك منظومتنا القيمية لنأكلها مع أثداء حرائرنا
من منكم لم يعش موقفا من هذه المواقف أويسمع عنه أويكون شاهدا عليه
ـ تدفع لتاجر اوشخص ورقة نقدية من فئة 5000 اوقية مثلا فيعاملك وكانك اعطيته ورقة الالف ويستعين بالايمان والصراخ قبل العضلات لاقناعك واقناع من حوله والتغطية على تحايله فتنسحب حقنا للدماء والمروءة وكانك انت الذى تحايلت وليس العكس
ـ تأتى لبائع فى صيدلية تطلب منه لوحتين "سيختين" فقط من دواء فيعطيك لوحتين بنفس الحجم واللون والشكل لتكتشف وقد ابتعدت عنه أن إحداهما تحوى أقراصا لتعويض فقر الحديد والأخرى تحوى أقراصا للوقاية من التشنج العصبي
ـ تدفع لصاحب محطة وقود مبلغا من المال لقاء كمية محروقات وبعد نصف دقيقة يوهمك أنه صرف لك بغيتك تتجاوزه بامتار لتكتشف أنه إما لم يزود السيارة أصلا بالمحروقات وإما أنه ملأها رغوة وماء ومحروقات "مخلوطة ومغشوشة" قد تفقدك حتى "مكينة" سيارتك
ـ تشترى دراعة يقال لك إنها من "خنظ" رفيع وبمجرد أن تلبسها يومين تبدأ العودة إلى طبيعتها الأصلية مجرد "مخلة" من "ملكان"
ـ يستوقفك شخص يدعى الفقر والفاقة لتوصله ثم تلاحظ أنه يسترق النظر إلى جيبك أوالأشياء الموجودة بسيارتك بحثا عن شيئ "ينزله" شاكرالك الخدمة التى اسديت له
ـ يأتيك وكيل ماء أوكهرباء ويقول لك بوضوح انك مطالب بعشرة آلاف من طرف الشركة وانها امرته بقطع الماء اوالكهرباء لكنه يتفهم ظروفك ولن ينفذ أوامر الشركة مقابل 4000 تذهب إلى جيبه
ـ طبيب يعاينك فى المستشفى ويراك فقيرا ومع ذلك يعتذر إليك بأنه فى راحة ولن يتمكن من متابعتك إلا فى عيادته يعنى أن عليك البحث عن 20000 على الأقل لاكمال المتابعة فى عيادته ولأقل من شهر
هذه نماذج بسيطة ولكنها مرغبة مفجعة مخيفة فى بلد ينهار قيميا قبل أن ينهار اقتصاديا لاحظوا أننى لم أركز على اللواتى قذف بهن الفقر إلى الشارع لبيع الجسد لكل من هب ودب ولاعلى طوابير الفقراء على مدار الساعة أمام عنابر الصدقات الدولية والمحلية
علينا وعلى وطننا السلام
نقلا عن صفحة الكاتب