في زيارة بدون أجندات واضحة، وصل الرّئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني، مساء الإثنين، إلى الجزائر، حيث أجرى محادثات على انفراد مع الرّئيس عبد المجيد تبون، الذي يراهن على نواكشوط لتسجيل نقاط في مرمى “نزاع الصّحراء”.
وتأتي الزيارة مباشرة بعد قرار الجامعة العربية اعتماد خريطة المغرب بالشكل المطلوب، وهو أمر يفرض على الجزائر اعتمادها في جميع ملصقات المؤتمر الذي تعتزم تنظيمه شهر مارس القادم.
وتحاول موريتانيا إيجاد موقع قدم لها في المنطقة، إذ تسعى نواكشوط إلى تجاوز لعب دور “المتفرّج” إلى فاعل “مؤثر” تتخطى بموجبه لحظة التردد والانبهار التي طبعت مراحل سابقة.
وقال المحلل والخبير في الصّحراء محمد الطّيار إن “زيارة الرئيس الموريتاني، بدعوة من نظيره الجزائري، تأتي أياما بعد زيارة تبون إلى تونس، وهي زيارات تدخل في إطار محاولات النظام العسكري الجزائري فك العزلة التي يعيشها على المستوى الدولي والقاري والعربي”.
وأورد المحلل والخبير المغربي أن “هذه الزيارة تأتي بعد فشل زيارة تبون إلى تونس، التي تعيش وضعا لا تحسد عليه على جميع المستويات، ولم تستطع أن تسعف النظام العسكري بما يمكنه من التنفس، خاصة بعد قرار مجلس الأمن الدولي الذي جعل الجزائر أكثر انكشافا أمام العالم”.
وتابع المتحدث ذاته: “الشعب الموريتاني يتذكر في كل محاولة يقوم بها النظام العسكري لجر نواكشوط إلى موقف عدائي تجاه المغرب كل العمليات الإرهابية التي استهدفت أمن واستقرار موريتانيا طيلة العقود السابقة، وكانت موجهة من طرف الأمن العسكري الجزائري”، وزاد: “كما يتذكر مرور الدولة الموريتانية من مرحلة الانهيار بسبب النظام العسكري الجزائري، فبعد فشل الهواري بومدين في إقناع المختار ولد داداه بإقامة فيدرالية بين الجزائر وموريتانيا، دفع مليشيات البوليساريو إلى شن حرب عصابات متواصلة من سنة 1975 إلى سنة 1979 ضد موريتانيا”.
كما كشف الطيار أن “موريتانيا تعرضت خلال هذه الحرب للشلل بواسطة مليشيات البوليساريو، المدعومة من النظام العسكري الجزائري”، مردفا: “كان يشرف على هذه الهجمات ضباط جزائريون، انتشرت عملياتهم العسكرية من منطقة ‘النعمة’ شرقا على الحدود مع مالي إلى العاصمة نواكشوط ونواذيبو غربا”.
واستمرت اعتداءات “البوليساريو” المدعومة من الجزائر على موريتانيا إلى أن وقع الانقلاب على المختار ولد داده، فأوقفت “الجبهة” الحرب من جانب واحد، بعد أن فشلت في الاستيلاء على العاصمة نواكشوط.
وختم المحلل ذاته بأن “زيارة الرئيس الموريتاني إلى الجزائر لن تستطيع إنقاذ النظام العسكري الذي وصل إلى مرحلة جد متقدمة من الترهل والضعف والعزلة والفشل على جميع المستويات، دبلوماسيا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا، وقد أصبح الجميع يترقب اختفاء هذا الفيروس الذي عمر منذ عقود”.
المصدر : هسبريس