لست من حزب تواصل ، ولست عدوا له ، ولكنى حقا أشفق عليه من اداء قيادته الجديدة ، التى اصبحت بياناتها تذكرنا ،بمناشير حركات الكادحين والناصريين ، والبعثيين واخويا الحرطانى أيام كانت انشطة تلك الحركات سرية لأن سلطات البلاد آنذاك كانت تمنع وجود الأحزاب وتصادر كل انواع حرية التعبير ،فلكأن بيان تواصل اليوم تم تحريره من طرف احد الناشطين فى احدى تلك الحركات ، والذى هوحاليا احد أشرس المدافعين عن ولد عبد العزيز ، الذى يبدو ان حزب تواصل اصبح يتماهى معه فى كل شيىء الى حد يبعث على الريبة فى أمر التنسيق المحكم بين الطرفين
هل كان حزب تواصل،الذى لاتزال صور مهرجانه --الأقل حشدا-- فى الأسبوع الماضى ثابتة على شاشة قناته المرابطون ،بحاجة الى تكرار نفس السينفونية التى عاودها رئسه الحالى مرارا وتكرارا على مسامع الحاضرين ، والمشاهدين ؟ ام أن بيان اليوم سيكون أكثر فاعلية من مهرجان الأسبوع الماضى على غرار فلسفة (انبط شيفو)
لا اريد أن أصدق د.الكنتى فيما ذهب اليه من انه لم يبقى فى الحزب الا (المستضعفين من الرجال والنساء والولدان)، ولكنى أستغرب تماما تراجع --حتى لا اقول انحدار -- اداء هذا الحزب منذ أن غادر جميل منصور قيادته وقدكان معه ينبض نشاطا وحيوية
هل تأثر الحزب كبقية الأحزاب الاسلامية فى العالم العربى بإنخفاض مستوى الشعبية (مثل ما وقع فى المغرب ، وتونس ، والسودان ، ومصر ...الخ ) ؟
أم أن تركيز نظام ولد الغزوانى فى برنامجه الإنتخابى على الطبقات المسحوقة ، افقد الحزب ورقته الرابحة فى التعاطى مع تلك الفئات ، وافقده بالتالى جزءا من شعبيته ، وولد عند الحزب موقفا معاديا لرجل القصر الجديد ؟
ايا ماكانت الأسباب ، فإن مصلحة الحزب ، وبالتالى مصلحة الديمقراطية الموريتانية تتطلب مراجعة حقيقية للنهج الحالى للحزب حتى لايخسر كل الرهانات فى وقت واحد ، فليس من مصلحة الحزب ولا من مصلحة البلد فى شيىء ان يتخلف هذا الحزب عن الاجماع الحاصل فى الطبقة السياسية على ضرورة استغلال الفرصة--الإستثنائية -- السانحة حاليا من اجل تصحيح أخطاء الخيارات التأسيسية للجمهورية ، واصلاح نواقص المسار الديمقراطى وغيرها من المواضيع التى تتيح السلطة الحالية الحوار فيها دون حدود للمضامين ولا سقف للنقاش
وليس من مصلحة الحزب ولا مصلحة البلد الرهان على معية رئس سابق متهم بالفساد كان من اهم مبررات الانقلاب الذى قام به عام2008 هو تشريع انشاء حزب تواصل نفسه ، ومن شأن مساعدة ذلك الرئس السابق على اعاقة محاكمته ،فقدان اي أمل فى اصلاح هذا البلد
فالله الله فى اتفسكم ،وحزبكم والله الله فى الوطن ايها الإخوة الأعزاء .
محمد يحيى ولد باب احمد