توجهت الأنظار إلى موريتانيا بعد اعتذار المغرب أخيرا عن استضافة القمة العربية المقبلة،واعلان موريتانيا أنها
سوف تستضيف القمة 7و8 يوليو المقبل.فهل يشكل عقد القمة فى موريتانيا فرصة للاقتراب العربى من أرض شنقيط بلد المليون شاعر.وموريتانيا السباقة فى المنطقة العربية فى البحث عن ربيع ديمقراطى تعيش الآن فى ظل متغيرات عديدة تؤثر فيها وتتأثر بها، جعلتها فى مرمى ساحة دولية وإقليمية منشغلة بمكافحة الإرهاب وتعزيز مصالح القوى الكبرى، كما ينعكس عليها بشدة الوضع فى منطقة الساحل والصحراء الملتهبة، فضلا عن الأوضاع المعقدة داخل الدول المغاربية ولا سيما ليبيا، كما تخوض الدولة الموريتانية معارك أخرى فى الداخل من أجل التنمية ومع الفساد الذى استنزف فى الماضى مقدراتها، وهى التى تتجه الآن لاكتشافات واعدة فى مجال البترول والمعادن.وقد خاضت موريتانيا أشواطا طويلة ومراحل عديدة لبناء استقلاله وبلورة وحدته الوطنية والعمل لتعزيز انتمائها العربى والإفريقى على حد سواء، وهى الدولة التى هيأها التاريخ والجغرافيا كما يدرك أهلها لتكون صلة ربط بين شمال افريقيا وجنوبها، وبين العالم العربى والقارة الإفريقية، وفيها تتعايش الثقافتان العربية والغربية. وقد وصلت موريتانيا إلى سدة قيادة الاتحاد الإفريقى عام ٢٠١٤..واليوم بعد أن قررت موريتانيا استضافة هذه القمة المحاطة بالتعقيدات، فالأمل أن تكون هى النجم الحقيقى لهذه القمة، وأن يسلط عليها الضوء العربى الذى طالما تجاهلها، على أهلها وناسها ومشكلاتها وقضاياها، ولعلها تكون فرصة لموريتانيا الحبيبة لكى تنفض عن نفسها بعض مالحق بها من أشقائها من تجاهل وإهمال ولامبالاة، رغم كل الجراجات والآلام والهموم العربية التى ستناقشها القمة فى محطتها الجديدة.