الإعلام نت - لا تتقاطع السياسة عادة مع السياحة إذا استثنينا التقاطع اللفظي، إلا أن السياسة تتحكم بشكل كبير في السياحة.
فمثلا السياسة الرشيدة وسيلة فعالة لإنعاش السياحة لما للاستقرار من دور مهم وتأثير كبير على السياحة، إضافة إلى ذلك فالسياسات الفاشلة والأنظمة الفاسدة لا تجد من الوقت ما تستثمره في السياسة ولا تملك من المصداقية ماتعزز به دعايتها لمزاراتها السياحية.
وقد عانت السياحة كغيرها من القطاعات في موريتانيا من عدم الاستقرار السياسي وكذلك السياسات الفاشلة وفساد الأنظمة كلها أمور أدت إلى وأد السياحة في البلد هذا رغم العديد من الخطط الاستراتيجية لتطوير ودعم السياحة في البلاد، ورغم حاجة البلد وحكوماته وأنظمته المتعاقبة إلى موارد مالية وكذلك رغم معرفتهم بما قد تحققه السياحة في البلد إذا هيئت لها الظروف المناسبة.
ورغم ما عانته السياحة في البلاد بشكل عام فإن نصيب "كلب الريشات" كان الأكبر.
"كلب الريشات" أو "عين إفريقيا" أو "عين الصحراء" أو "عين العالم" كلها أسماء تطلق على إحدى ابرز الظواهر التي حيرت العلماء حول العالم وتعدد الأسماء دليل على عظم المسمى.
يقع "كلب الريشات" قرب مدينة "وادان" الأثرية بولاية آدرار وسط موريتانيا وهو واحد من أغرب الأماكن التي يمكن لبشر رؤيتها، هذا لأن هذا الوادي منحوت بالكامل على شكل عين بشرية مكتملة التفاصيل الداخلية، ودون أي تدخل بشري في صنعها.
وقد لاحظ رواد الفضاء، منذ بداية البعثات الفضائية، أن الكرة الأرضية لها عين، حتى أنها تشبه بشكل ملفت شكل العين البشرية.
وقد بينت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن تكوين العين ذات القطر الذي يقارب خمسين كيلومترا يُرى بسهولة من الفضاء، وأنهم اعتقدوا في البداية أنها حفرة ناتجة عن سقوط نيزك، ولكن وسطها المسطح وافتقارها إلى تعديلات الصخور نتيجة الصدمة، كلها تشير إلى خلاف ذلك.
ويبدو أن احتمال تكونها نتيجة ثوران بركاني غير وارد أيضاً بسبب عدم وجود قبة صخرية نارية أو بركانية. ويعتقد الآن أن الصخور الرسوبية الطبقية لتكوين العين نجمت عن صخور انتحت بالتآكل وارتفعت.
ويمكنك رؤية عين أفريقيا من السماء في الصحراء الموريتانية، حيث تبدو من السماء وكأنها عين بشرية بكافة تفصيلاتها.
وكان أول من اكتشف "كلب الريشات" من غير سكان المنطقة باحث فرنسي يدعى "تيودور مونو" في ثلاثينيات القرن الماضي ومنذ ذلك الحين والبعثات الجيولوجية تتوالى على تلك المنطقة.
هناك جدل علمي حول ماهية "كلب الرشات" فبعض العلماء يقول إنه حفرة ناتجة عن نيزك ضرب تلك المنطقة والبعض يقول إنه بركان خامد قديم.
وقد قام عالم يدعى "غويلايوم ماتون" من جامعة كبيك بكندا بدراستها ضمن رسالته للدكتوراة فبعد أخذ أكثر من 100 عينة صخرية استنتج انها قبة قد حصلت نتيجة صهارة عظيمة استقرت قبل 90 مليون سنة فرفعت الصخور التي فوقها، ولا زالت الصخور النارية :كاربوناتايت ،كابرو وكيمبرلايت على هيئة dyke وPatch تشهد عليها.
وبشكل عام فإن كلب الرشات إذا امتلكت السلطات الإرادة وتمكنت من الدعاية له بشكل ووفرت بالقرب منه بعض الوسائل الضرورية كالفنادق والبنى التحتية في مدينة وادان الأثرية مثلا فإنه سيحدث ثورة عظيمة في السياحة في البلاد.
فإلى متى هذا التجاهل؟