بدأت الانقلابات العسكرية في المنطقة العربية في فترة مبكرة، وخاصة في العراق وسوريا، البلد الذي سجل أكبر عدد من الانقلابات منذ استقلاله.
وفيما يشير البعض إلى أن أول انقلاب في المنطقة العربية جرى في سوريا بقيادة حسني الزعيم ضد شكري القوتلي في عام 1949، يرى آخرون أن أول انقلاب في المنطقة جرى في العراق في 20 أكتوبر 1936 ونفذ من قبل الفريق بكر صدقي، رئيس أركان الجيش العراقي وقتها، وكان في عهد الملك غازي بن فيصل، حيث ضغط باستخدام القوة لسحب الثقة من رئيس الحكومة العراقية حينها ياسين الهاشمي.
وربما من يبدأ الانقلابات العربية بحسني الزعيم في سوريا يرى أنه نموذج تقليدي للانقلابات العسكرية التي جرت لاحقا، في حين أن مصير هذين الانقلابين يبدو متشابها بشكل ما، إذ لم يستمر انقلاب حسني الزعيم إلا قرابة 4 أشهر قبل أن ينقلب عليه سامي الحناوي ويساق إلى الإعدام.
أما الفريق بكر صدقي فتواصلت سيطرته على الجيش العراقي أقل من عام، ولقي حتفه اغتيالا، حيث أطلق الرصاص عليه ضابط صف أثناء وجوده في حديقة مطار الموصل ويقتله بطلقات في رأسه.
بما في ذلك انقلاب حسني الزعيم القصير، شهدت سوريا ثماني انقلابات، الأول وقع في مارس 1949، والثاني في أغسطس من نفس العام، أطاح من خلاله سامي الحناوي بحسني الزعيم.
الانقلاب الثالث جرى في ديسمبر 1951 بقيادة أديب الشيشكلي ضد هاشم الأتاسي، تلاه رابع في فبراير 1954 بقيادة مأمون الكزبري ضد أديب الشيشكلي.
وكان توقيت الانقلاب الخامس في سبتمبر 1961 وكان بقيادة حيدر الكزبري ضد دولة الوحدة مع مصر في عهد جمال عبد الناصر.
الانقلاب السادس جرى في مارس 1963 وكان بقيادة لؤي الأتاسي وحزب البعث د حكومة ناظم القدسي، فيما حدث الانقلاب السابع في فبراير 1966، وكان بقيادة صلاح جديد، وأطيح فيه بأمين حافظ، في حين جرى الانقلاب الأخير في نوفمبر بإطاحة حافظ الأسد بصلاح جديد، فيما يعرف أيضا بالحركة التصحيحية.
وتأتي السودان في المرتبة الثانية في عدد الانقلابات العسكرية بعد سوريا، إذ شهدت حتى الآن 7 انقلابات متكاملة بما في ذلك الانقلاب الأخير بقيادة عبد الفتاح البرهان ضد عبد الله حمدوك.
أما العراق فيأتي في المرتبة الثالثة بالنسبة لعدد الانقلابات العسكرية، حيث تعاقبت عليه خمس محاولات ناجحة بدأت بانقلاب بكر صدقي التي تحدثنا عنه في المقدمة، وكان ذلك عام 1936، بعد أربعة أعوام من استقلال العراق رسميا عن بريطانيا.
الانقلاب الثاني في العراق جرى في عام 1958 بقيادة عبد الكريم قاسم الذي أطاح بالملك فيصل الثاني وأنهى الحكم الملكي الهاشمي في العراق.
وجرى الانقلاب الثالث قي عام 1963، بإطاحة عبد السلام عارف بمعونة أحمد حسن البكر بعبد الكريم قاسم، تلاه انقلاب رابع نفذه عبد السلام عارف ضد حزب البعث، وانقلاب مضاد خامس أطاح فيه أحمد حسن البكر بعبد الرحمن عارف.