أثار حضور مدون إيفواري استقدمته مفوضية المعارض الدولية الموريتانية للمشاركة في إنعاش جناح موريتانيا في معرض أكسبو دبي 2020، موجة احتجاجات صاخبة، تواصلت أمس وشارك فيها عدد من كبار رجال الفكر والثقافة وعموم المدونين الموريتانيين.
ويدعى المدون مثير هذه الاحتجاجات، برافادور، وهو من دولة كوت ديفوار، ويتابعه أكثر من مليون وسبعمئة ألف شخص، وله صيت واسع في غرب أفريقيا، وسبق أن زار موريتانيا لتصحيح تصريحات سابقة انتقد فيها المنتخب الموريتاني لكرة القدم.
ووصف المدونون مشاركة موريتانيا في معرض دبي “بالباهتة وأنها اقتصرت على الرقص والغناء، وأن القائمين على المعرض كان بإمكانهم تقديم الأفضل”.
وتتمحور المشاركة الموريتانية في المعرض حول ثلاثة مفاهيم، هي: زُر موريتانيا، استثمر في موريتانيا، صنع في موريتانيا.
ودعا المدونون لإقالة الناهه مكناس، وزيرة التجارة والسياحة، بوصفها تتحمل المسؤولية عن احتلال “أجنبي منحل واجهة تمثيل موريتانيا في هذا المعرض الكبير، ومنحه مبالغ طائلة من أموال شعب فقير”، بينما أكد كتاب كبار على ضرورة العناية بتمثيل موريتانيا في المعارض الخارجية والتركيز على إعطاء أنصع الصور عن ثقافتها وتاريخها وأصالتها.
ومع أن المدون الإيفواري أكد بنفسه في تدوينة على صفحته، أنه دعي للمشاركة على حساب الدولة، فقد نفى مصدر رسمي وزارة التجارة الموريتانية لصحيفة «صحراء ميديا» أن تكون الحكومة قد تعاقدت مع المؤثر والكوميدي الإيفواري برافادور، لحضور أنشطتها في معرض إكسبو دبي 2020، الذي انطلق يوم الجمعة، مؤكداً أن “الشخص المذكور لا يربطه أي عقد بمعرض موريتانيا بدبي، ولا وجود له في قائمة الأشخاص المسافرين على حساب الدولة إلى دبي، ولا يقيم على حسابها، ولا تربطه بها أي صلة مباشرة أو غير مباشرة”.
وأضاف: “إذا كان الشخص المذكور موجوداً في دبي، فذلك على حسابه الخاص، ولا صلة له بالدولة الموريتانية إطلاقاً”، وفق تعبيره.
وكتب الدكتور محمد ولد الراظي، وهو أستاذ جامعي بارز: “خطورة ما حدث في معرض دبي ليس فقط أن قوماً اختطفوا تمثيل بلد بشعبه ودينه وأخلاقه وداسوه ومثلوا به بشكل خادش وبكثير من الفسوق، بل الخطر الأكبر أن هناك من الرسميين من يجرؤ على هذا الفعل السافر غير عابئ بتبعات فعلته”.
وقال: “هناك محاولات من جهات عدة لتقويض أركان الدولة وتكسير هيبتها، وليس هذا الاختطاف إلا حلقة متقدمة من حلقات مسلسل ممنهج قديم ويتجدد لتمييع هوية هذا البلد وتشويه صورته الثقافية حتى لا يعود شيئاً مذكوراً”.
وأضاف الراظي: “على السلطات العمومية أن تنتبه للمخاطر الجمة التي تتهدد الدولة كياناً ومؤسسات، وأن تعلن بحزم أن لا مساومة حول هوية البلد الدينية والثقافية، وأن اللغة العربية هي اللغة الرسمية الوحيدة الناظمة للتعليم والإدارة، وهي سفير الثقافة الموريتانية”.
“حين يختطف أحد تمثيل دولة ما، يضيف الكاتب، نراها تعبئ الجهد الجهيد وتستنفر كل إمكاناتها المادية والبشرية لتحريره من قبضة خاطفيه، ونحن أمة كسائر الأمم، لكن المختطف منا ليس فرداً، وإنما أمة وثقافة وحضارة ومستقبل”، وقال: “لا يتطلب تحرير هذا المختطف جهداً كبيراً ولا وسائل يصعب استحصالها، وإنما تفعيل المادة السادسة من دستور صوتت عليه الأغلبية الساحقة من المواطنين، والتصريح بصوت حازم أن بلادنا ليست نشازاً بين البلدان ولن تكون حقل تجارب لخلطات لم يختبرها بعد أحد”.
وعلق المدون الداه يعقوب، قائلاً: “المدون الإيفواري الذي تم تأجيره ليكون الواجهة الأساسية لمشاركة موريتانيا في اكسبو/دبي، سبق له مهاجمة منتخبنا الوطني ووصفه بمنتخب الدكاكين”.
وأضاف: “فشل ذريع للناهه منت مكناس، الوزيرة المشرفة الرئيسية على مشاركة موريتانيا في المعرض، والسيدة هاو دجالو التي اختارتها الناهه للإشراف المباشر على التظاهرة، لكونها محسوبة عليها سياسياً؛ تخبط في تخبط”.
وعلق المدون حبيب أحمد، على هذه الحادثة قائلاً: “برافادور مدون من ساحل العاج، يقال إن سيدة من مسؤولي جناح موريتانيا فى اكسبو دبي، استدعته وسافر إلى دبي ليقيم هناك فى فندق فخم بخمس نجوم على حساب خزينة الدولة الموريتانية، وظهر المدون الإيفواري يحتسي النبيذ في غرفته بفندق خمس نجوم، وهذا ليس مجانياً، لكن خزينة الجمهورية الإسلامية الموريتانية تتحمل عنه تكاليف السكر بأجود أنواع الخمر المعتقة”.
وكتب المدون الكوري محد حرمه: “كان تمثيل الجمهورية الإسلامية الموريتانية في معرض دبي، فضيحة تستوجب من السلطات الاستدعاء الفوري للمشرفة على المعرض واستجوابها حول مدى انتمائها لموريتانيا، إذ لا يعقل لمن يجري في دمه الانتماء لهذه الأرض الطيبة استجلاب وساخة وفجور أفريقيا الوثنية”.
القدس العربي