إفتتح الوزير الاول يحي ولد حدمين ندوة عن الوقف وهذا نص خطابه "
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على أشرف المرسلين
السيدات والسادة أعضاء الحكومة
أيها السادة والسيدات
إن مؤسسة الوقف نظام فريد من التكافل والتضامن نشأ ونما في ظل الحضارة الإسلامية، واعتمدت عليه أجيال الأمة في تدعيم مختلف نواحي حياتها، وطوره كل عصر ونوع ووسع مجالات تدخله بحسب ما يجد من أوضاع الناس وحاجاتهم.
ولم يخل مجال من المجالات الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية من مساهمة الوقف فيه، بفضل ما يعبئه من وسائل وما يوفره من مصادر قارة لتمويل ما يلبي حاجات المجتمع ولإمداد المصالح العامة بالوسائل التي لها بأداء رسالتها على أكمل وجه.
ويعتبر الوقف من أجل أعمال الخير والبر التي ندب إليها الإسلام، ومن أوسع أبواب الإحسان التي دعا إلأيها الإنسان المسلم الذي استخلفه الله في الأرض ووكل إليه أمر عمارتها وإقامة العدل والحق فيها.
أيها السادة أيتها السيدات
ما أجدرنا اليوم، ونحن نسعى إلى تجسيد الإرادة السياسية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في القضاء على الفقر وتوفير أسباب الرفاه لشعبنا، أن نحييِي المؤسسة الوقفية ونجعل منها رافدا أساسيا من روافد خططنا التنموية الهادفة إلى تحقيق نهضة شاملة تعود بالنفع على جميع أفراد شعبنا.
وقد رأينا العالم من حولنا يلجأ مكرها، في كثير من الأحيان، إلى أدوات الاقتصاد الإسلامي دراسة وتطبيقا بعد أن أثبتت الوقائع الدامغة قصور الأدوات الأخرى الحديثة وعجزها عن درء الأزمات التي تشهدها الأسواق والأنظمة من حين لاخر، والتي انهارت بسببها اقتصاديات عديدة في الفترة الأخيرة.
أيها السادة أيتها السيدات
اسمحوا لي في هذا الإطار أن أطلب من المشرفين على هذه الندوة المباركة والمشاركين فيها، أن يسلطوا الأضواء على أهمية الوقف وما يترتب على الأخذ به من تحقيق مقاصد الشرع الحنيف الأساسية، ومن إسعاد للناس ونشر قيم التعاضد والتكافل بينهم.
ولتسمحوا لي كذلك، أن أدعوَ أهل الخير إلى أن يتنافسوا في بعث هذه الفضيلة من خلال إطلاق مشاريع وقفية في كافة الميادين التعليمية والصحية والثقافية والاجتماعية، والوعد منا لهم بالمؤازرة والمواكبة على كافة الأصعدة، وخاصة من خلال ما يتطلبه الأمر من إصلاحات مؤسسية وتنظيمية، وما يمكن أن تقدمه الدولة من ضمانات في هذا المجال.
وعلى بركة الله، أعلن افتتاح هذه الندوة الموسومة: “دور الوقف في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، راجيا لأعمالها النجاح ولنا التوفيق في ما يحبه الله ويرضاه.
وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته."