الثامن يونيو من كل سنة هو اليوم العالمي للمحيطات #WorldOceansDay ، وهي مناسبة لتسجيل الملاحظات التالية:
البحر الموريتاني زاخر ببيئة بحرية وساحلية فريدة؛
• أكثر من 2000 نوع بحري (IMROP, 2020) من الأسماك والرّخويات والقشريات والحيتان والطيور والطحالب ومفصليات الأرجل..
• 33 من الثدييات البحرية من أصل 34 هي كل ماتم احصاؤه في المياه الافريقية، من بينها إحدى أكثر الثدييات البحرية تهديدا بالانقراض في العالم (فقمة الراهب)، يوجد -تقريبا- نصفها عالميا في الرأس الأبيض بنواذيبُ.
• محميتان بحريتان (حوض آركين وحظيرة جاولينغ)، إحداهما (حوض آركين) هي الأهم في شمال أفريقيا؛ حيث أكبر تجمع عالمي للطّيور البحرية...
• أكبر سلسلة من الشعاب المرجانية في المياه العميقة الباردة عالميا (580 كلم)، وهي نظم ايكولوجية فريدة وغنية بالأحياء البحرية.
•موقع جغرافي متميّز؛ تلتقي فيه التيارات البحرية الباردة والدافئة، مع ظواهر محيطية أخرى (الابولينغ) تؤدي دورا أساسيا في إغناء المياه البحرية الموريتانية بمختلف الأنواع،
• المرتبة 25 عالميا، الثانية إفريقيا من حيث الإنتاج السّمكي (FAO,2020) رغم التحفظ على التصنيف الذي لا يحتسب كل الإنتاج، فإن موريتانيا تصنف اليوم في مصاف كبار منتجي الأسماك عالميا.
مع ذلك؛
فإن موريتانيا التي كانت توصف شواطئها في الأدبيات العلمية بالشواطئ الأغنى بالأسماك، جنّة جراد البحر..الخ تعيش اليوم تحدّيات حقيقية تواجه ثروتها السّمكية وبيئتها البحرية، من بين تلك التحدّيات؛
• ضغط كبير على الموارد السّمكية في السنوات الأخيرة، خصوصا مع اتفاقية هوندونغ الصينية ومجيء السفن التركية؛ وهو ضغط أدّى إلى ندرة الأسماك وإلى توقيف للصّيد لمدة ثلاثة أشهر، هو الأول من نوعه.
• نموّ متسارع لمصانع دقيق وزيت السّمك؛ حيث تستحوذ على أكثر من ثلث الإنتاج السمكي الموريتاني من أنواع صالحة للاستهلاك البشري و بعضها يعاني فرط الاستغلال، يتم طحنها للاستخدام في تربية الأحياء المائية!
• مشاكل التلوث البيئي المختلفة، عالميا ومحليا، وتحديات استغلال الغاز في عرض البحر، حيث عمالقة استكشاف الغاز والنفط عالميا (بي بي، شل، توتال، اكسون موبيل...الخ) تتوزع البحر الموريتاني للتنقيب عن الغاز، وهو تحدّ قد يؤدي إلى الاشتباك مع سؤال صعب : الغاز أم السمك؟
إنّ اليوم العالمي للمحيطات مناسبة لنا جميعا، خصوصا من تقع عليه المسؤولية الأولى، للتفكير بشكل جاد ومسؤول في رفع هذه التحديات التي تواجه ثروتنا السمكية وبيئتنا البحرية والسّاحلية الفريدة التي حبانا الله بها؛ وهو تفكير ينبغي أن يسعى إلى تحقيق عدة أمور:
• نجاعة في الإدارة وإجراءات التسيير،
• صرامة في الرّقابة على الثروة والبيئة البحرية،
• اهتماما بالبحث العلمي في مجال المحيطات،
• عناية بالتكوين البحري،
• خلق ثقافة بحرية واسعة، في الممارسة المهنية والاهتمام والعادات الغذائية،
• دمج للصيد في دورة الاقتصاد الوطني وتحقيق أكبر عائد مستدام.
وختاما؛
لا أعتقد أنه ينقصنا التشخيص، فالمعطيات متوفرة والمؤشرات واضحة، ولكن نحتاج إرادة صادقة ومسؤولة قبل فوات الأوان..
. من صفحة خبير الصيد البحري: حمود الفاظل على فيسبوك