لأول مرة منذ بداية المواجهة العسكرية الأخيرة بين جيش الاحتلال وقطاع غزة، ظهر الناطق الرسمي لكتائب القسام، أبو عبيدة والملقب بـ“الملثم” في كلمة مصورة وجَّه خلالها رسائل عسكرية وسياسية للداخل الفلسطيني والصهاينة.
ولطالما شكل ظهوره إرباكاً للصهاينة المحتلين، إذ رغم غموضه بات يمثل رمزاً للخطاب الإعلامي للمقاومة الفلسطينية بشكل عام وكتائب القسام بشكل خاص.
ولقد أعاد أبو عبيدة إلى الأذهان صورة الناطق العسكري باسم المقاومة الفلسطينية، الذي شكل ظهوره إرباكاً على مدى السنوات الماضية للمستويين العسكري والسياسي في تل أبيب.
ومنذ سنوات طويلة، يظهر عسكري من كتائب القسام لا يُعرَف اسمه الحقيقي ولا يظهر وجهه بسبب ارتدائه الكوفية الحمراء المعصوبة بشريط لشعار كتائب القسام، لكنه رغم غموضه بات يمثل رمزاً للخطاب الإعلامي للمقاومة الفلسطينية بشكل عام وكتائب القسام بشكل خاص.
فلسطينياً، ينظر إلى ابو عبيدة على أنه الناطق الإعلامي باسم المقاومة الذي ينتظر الشعب الفلسطيني ظهوره على أحر من الجمر للإعلان عن تبني عمليات عسكرية، أو توجيه تهديدات للاحتلال الإسرائيلي أو الكشف عن عمليات نوعية كان أبرزها خلال المعارك السابقة.
تضمنت تلك الخطابات الإعلان عن خطف جنود من جيش الإحتلال وغيرها من عمليات الاستهداف البري والبحري وحتى الجوي بالمسيّرات البدائية التي بات يمتلكها الجناح العسكري لحركة حماس.
وبات أبو عبيدة وجهاً معروفاً بالنسبة إلى الشعوب العربية التي باتت ترى فيه رمزاً للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، تنتظر منه خطاباً يبث الروح المعنوية والحماس لدى الشعوب المحبطة ممَّا يصفه البعض بالخطاب والفعل الانهزامي للأنظمة العربية، وعجز الشعوب عن تقديم الكثير للمقاومة الفلسطينية.
أما صهيونيا، فقد شكل ظهور أبو عبيدة هاجساً دائماً للقيادة السياسية والعسكرية التي دائماً ما أحرجها وكذّب رواياتها للداخل الإسرائيلي.
ووصل الأمر حتى إلى نشر استطلاعات رأي تؤكد أن الشارع الإسرائيلي يصدق خطاب “الملثم المجهول” أكثر من تصريحات القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
وسبق أن نجح أبو عبيدة في إثبات كذب الكثير من الروايات للمستويين العسكري والسياسي في الكيان الصهيوني عبر تأكيد وقوع قتلى في جيش الاحتلال بعمليات نفى الجيش سابقاً وقوعها، أو إظهار خوف وتراجع الجنود الصهاينة أمام ضربات المقاومة.
وهو ما دفع الجيش إلى العمل على منع وصول مقاطع أبو عبيدة التي نشرت كثيراً مترجمة بالعبرية إلى الجنود للحفاظ على الروح والمعنوية القتالية لهم.
وكان يدعم صدق رواية “أبو عبيدة” المقاطع التي تبثها كتائب القسام وتثبت حدوث عمليات ضد الجنود الصهاينة، بعد نفي الاحتلال لها.
يذكر أن أبو عبيدة كان قد حذر قوات جيش الاحتلال الخميس من مغبة مواصلة عدوانها على قطاع غزة، وقال في كلمة متلفزة: “لا خطوط حمراء إذا تعلق الأمر بالرد على العدوان“.
وكالات