يقع حي الشيخ جراح على بعد كلم واحد شماليّ البلدة القديمة على الطريق المؤدي ما بين مدينة القدس المحتلّة ورام الله، سمي بـ “حي الشيخ جراح” نسبة إلى الشيخ حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراح، طبيب القائد صلاح الدين الأيوبي.
وللحي جذور تاريخية قديمة جدا لكن نشأته الحديثة تعود لعام 1956 حين قررت الحكومة الأردنية تخصيص منازل في حي الشيخ جراح بالاتفاق مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا وتأجيرها بعقود لــ 28 عائلة فلسطينية هجرت بسبب حرب عام 1948.
أصل النزاع
يطلق الصهيانة اسم “نحلات شمعون” على حي الشيخ جراح ويزعمون أنه تأسس في العام 1891 على يد مدارس تلمودية اشترت الأرض وبنت عليها سكنا لليهود اليمنيين الفقراء.
وتحمل كلمة نحلات في اللغة العبرية معنين الأول وهو “التراث” أو قد تعني “الإرث” و “الملك”
وفي حركات استفزازية يومية يقصد اليهود الحي للصلاة تحت قيادة جمعية صهيونية تدعى “نحلات شمعون” التي قامت برفع سلسلة من الدعاوى القضائية لإخلاء منازل الفلسطينيين في هذه المنطقة.
وبدأت معاناة السكان في العام 1972، حينما زعمت لجنة طائفة السفارديم، ولجنة اليهود الأشكناز إنهما كانتا تمتلكان الأرض التي أقيمت عليها المنازل في العام 1885.
وفي شهر جويلية من العام 1972 طلبت الجمعيتان الصهيونيتان من المحكمة إخلاء 4 عائلات من منازلها في الحي بداعي “الاعتداء على أملاك الغير دون وجه حق”، بحسب الائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس.
وقالت حركة “السلام الآن” الصهيونية ” أن القانون في الكيان الصهيوني (قانون أملاك الغائبين لعام 1950) لا يسمح للفلسطينيين الذين فقدوا ممتلكاتهم عام 1948 باستعادتهما ويسمح بنقل الأصول إلى حوزة الدولة”.
وتقدمت جمعيات استيطانية في العام 1982، بدعوى إخلاء ضد 24 عائلة في حي الشيخ جراح”.
ووكّلت 17 عائلة، المحامي الصهيوني توسيا كوهين، للدفاع عنها، حيث استمرت المعركة القانونية دون أن تستطيع الجمعيات الاستيطانية إثبات الملكية حتى عام 1991.
لكن المحامي كوهين، اعترف انه قام بتوقيع باسم سكان الحي ودون علمهم، أن ملكية تلك الأرض تعود للجمعيات الاستيطانية”.
وبناء على تلك الخديعة “تم منح أهالي الحي وضعية مستأجرين، يسري عليهم قانون حماية المستأجر”.
وعلى مدى سنوات، نظرت المحاكم الصهيونية بقضايا مقدمة من الجمعيات الاستيطانية ضد السكان الفلسطينيين، واستئناف للسكان ضد قرارات صدرت لصالح المستوطنين.
ولكن في نوفمبر 2008 تم إخلاء عائلة الكرد من منزلها، وتكرر المشهد في أوت 2009 حينما تم طرد عائلتي حنون والغاوي من منزليهما.
وأكدت وزارة الخارجية الأردنية أن ترحيل حي الشيخ جراح في القدس المحتلة من بيوتهم جريمة يجب أن يتحرك المجتمع الدولي فوراً وبفاعلية لمنعها.
وأضافت “الفلسطينيون المهددون بالرحيل هم المالكون الشرعيون لبيوتهم كما تثبت وثائق رسمية سلمها الأردن للأشقاء في دولة فلسطين”.
وليس الشيخ جراح وحده في عين الخطر هناك مناطق اخرى أيضا مهددة، كمنطقة كبانية أم هارون و منطقة فندق شيبرد و كرم المفتي التي تقع ضمن منطقة حي الشيخ جراح ضمن خطة لتطويق الاحياء والاستيلاء عليها.
المصدر : وكالات