وتموقع الرئيس السابق بنجاح

خميس, 04/29/2021 - 18:43

بترتيب مسبق أو بمحض الصدفة أصبح الرئيس السابق رقما جديدا في الساحة السياسية يتحدث عن مشاكل المواطنين وينتقد ما يراه اعوجاجا في تسيير وتدبير المؤسسات العمومية. 

فرضية أن هذا مرتب تدعمها قرائن واضحة وهي أن الرئيس السابق يتحدث وينتقد تحت سقف معين ودون أن يصل للخطوط الحمراء فالقوة الصلبة - الجيش والأمن القضاء وشخص رئيس الجمهورية - لا يأتي على ذكرهم ولا يخدش من مقامهم ولم يذهب معهم إلى حد معركة الخيارات المفتوحة .

ومما يدعم فرضية الترتيب المسبق هو حديث الرئيس السابق نفسه فإذا ما قارنا بين حديثه عام 2010 وما بعدها وطموحه في تغيير الطبقة السياسية ودعمه للحراك الشبابي وبعض القوى الموازية فلا نستبعد أن تلك الفكرة وذلك الطموح لم يكن طموح شخصي بل كان تخطيط من القوة الصلبة لم توفق وقتها في تطبيقه وهي تفكر الآن في ذلك .

وفي نفس السياق لا يخفى علينا أن مسلسل تدوير المسؤولين قد يكون هو الآخر جزء من المخطط لتجتمع وتتراكم كل القوى السياسية الماضية في سلة واحدة ليسهل التخلص منها بطريقة سهلة فلا يخفى علينا عجز المنظومة الحالية عن التجديد والإبداع والاستقطاب ما نراه عجزا عن التجديد ربما هو جزء من الخطة .

ومما يدعم أيضا فرضية الترتيب المسبق هو تخبط الأجهزة الأمنية والقضائية في معالجة الملف فكل ظهور للرئيس السابق يسبقه الكثير من المضايقات الشكلية التي تشبه الدعاية والإعلان وهي ثوب المضايقة والتنكيل هذا التخبط ربما يرجع إلى تدخلات وأوامر تصدر من جهات تظن أنها ممسكة بالملف ووقت الحسم يأتيها قرار من المصدر الأعلى ليكشف فشلها وليعزز الفرضيتن في وقت واحد . 

أما فرضية أن تموقع الرئيس جاء بمحض الصدفة فهو الآخر  احتمال وارد وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار المسار القاضي لملف العشرية فمن المستبعد أن يكون كل هذا مرتبا وخاصة حين يتعلق الأمر بكرامة وشرف الرجل واتهامه في أمانته ومما يجعل الفرضية الأولى مستبعدة جدا هو استحالة أن يقبل الرئيس الحالي لنفسه أن يكون جزءا من لعبة سيكون الخاسر فيها في دفاتر التاريخ .

عموما نتمنى الخير لهذا الوطن ولا يخفى علينا صعوبة قراءة وتفكيك رموز هذه الإشكالية ولكن سنشدهم مقالة زهير :

 ومهما تكن عند من خليقة ولو خالها تخفى على الناس تعلم .

 

محمد عبد الدائم محمياي