الحزب والسيدة

ثلاثاء, 03/30/2021 - 08:57

 

أمران لايبشران بتغير جديد في نهج حكام البلاد ولا ينبئان عن نية للإقلاع نحو آفاق تنمية و لا حتى الإقلاع عن تصرفات سيئة لحكام سابقين.

1-بعثات الاتحاد من أجل الجمهورية إلى الولايات الداخلية ونشاطها التحسيسي وعمليات الاتصال بقاعدتها !!

2- الحضور اللافت للسيدة الأولى دون أن يكون لها دور يقره الشرع أو الدستور أو القانون !!

يقول حبيب ولد محفوظ رحمه الله: إن الحزب الجمهوري كان أقرب للحزب الوحيد في الأنظمة الشمولية، ولم يكن من المستغرب أن تماثل تركيبته وقاعدته التنظيمية قاعدة وتركيبة " حزب الشعب الموريتاني " و "هياكل تهذيب الجماهير" ولعل تشابه هذه السمات جعل له خاصيتين ينفرد بهما، هما :- كونه قد سبق وجوده ماهيته "على لغة الفلاسفة الوجوديين" - وكونه الحزب السياسي الوحيد في العالم الذي لا يقوم بعمل سياسي " باعتباره حزب السلطة ".

مخطئ من يظن أن ثمة حزبا حاكما له وجود مستقل ورؤية ومرجعية فكرية!!
الموجود هو حزب الحاكم وهو إطار يجمع صفاﮔـة الحاكم والمنتفعين من سياسين وشيوخ وأعيان وسبلتيفْ (إيعدّل) بهم الحاكم السياسة لا أقل ولا أكثر..

 "الاتحاد من أجل الجمهورية" ماهو إلا ذلك الحزب الذي ظل منذ استفتاء (وي ونون) يدور في فلك ولاة الأمر بالسمع والطاعة ، من النفعيين والوصوليين ، أي أنه أسس على التملق من أول يوم.

البلد في جائحة والشعب في ضائقة، والناس أحوج إلى التلقيح منها إلى التحسيس ، وأحوج لما تعلف به (الحيوان) بدل تعليف وفد الحزب.

 أما الظهور اللافت للسيدة الأولى وخطبها وتفاصحها ورطانتها فلا يزال تعجبي منه.
ما جنى على الرؤساء مثل حضور السيدات في الشأن العام: إميلدا ماركوس ، ليلى بن علي ، روسمة منصور ، غريس موغابي ، سارة نتنياهو ..

السيدة الأولى منصب لاوجود له ، وخير لحرم الرئيس أن تدع زوجها يمرر مأموريته على خير دون أن تستغل منصبه لمآرب شخصية أوحب الظهور. 
خير لها كما يقول المغاربة ( اتخليهْ إدَوّزْ المانضا على خير).

في مساء يوم عيد الاستقلال 28 نوفمبر 2010، دعيت الفنانة ديمي لحفل أقامه الرئيس محمد ولد عبد العزيز في القصر الرئاسي بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال المنتبذ القصي.
غنت ديمي فأطربت وذلك ديدنها إن هي ألقت إلى الليل جيدا نافرا ورمت إليه أذنا وحارت فيه عيناها ، فقد سقت القوم صافية لا للسُّلاف ولا للورد رياها.
بينما القوم في جو من البهجة والفرح، إذ فاجأتهم الفنانة العظيمة والكبيرة قدرا ومعنى، وهي تحاول كفكفة دموعها، التي ما لبثت أن انهمرت على خديها بشكل ظاهر لا يمكن إخفاؤه، وهي تغني ، أغنيتها الرائعة والشهيرة "موريتاني هيا وطني"،
موعظة أم حزن أم أسى؟
ربما دار شريط من الذكريات والوجوه  التي تبوأت يوما مقاعد بذات المكان وهي في مأمن من صولات الدهر ودورات الزمان القُلّب ..
فعلى أي ساكنات القصر بكت ديمي تساءل أحدهم
مريم داداه  ، خيرات ، لاله ، صادية ، عيشة منت الطلبه ، أم كلثوم ، ختو..
أصداء ذكريات وأطلال تهيج في النفس أنفاسا وأشجانا ...

من مريم داداه إلى مريم بنت الداه

كامل السراب

 

من صفحة المدون سيدي محمد