علق محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، على الرسالة التي وجهتها الجزائر إلى السلطات الحكومية الموريتانية تعبر من خلال في أملها في أن تلعب نواكشوط دورا في حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، معتبرا أنها “رسالة ابتزاز”.
وقال بنطلحة الدكالي ضمن تصريح لهسبريس: “نجد اليوم أن حكام الجزائر وجهوا رسالة إلى السلطات الحكومية الموريتانية يعبرون من خلالها عن أملهم في أن تلعب نواكشوط دورا في حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ونعلم أن موريتانيا تحاول دائما أن تحافظ على توازناتها لنسج علاقات تعاون مع الجارتين”.
وتابع الخبير: “إن المتأمل في فحوى هذه الرسالة، من خلال قراءة تحاول أن تفتت النص وتقرأ ما بين السطور، يتبين له أن الجزائر تسعى وبكل السبل إلى أن توقف هذه الدينامية في العلاقة بين المغرب وموريتانيا، وهي رسالة تحاول من خلالها اللعب بالكلمات والمصطلحات إلا أنها في العمق يستشف منها أنها رسالة ابتزاز وإغراء ومحاولة اصطفاف، وهذا ما يعكس جليا نفاق الخطاب الجزائري الرسمي”.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش إن العلاقة المغربية الموريتانية تعرف في السنتين الأخيرتين تحركا دبلوماسيا مكثفا جاء لكي يكسر الجمود الذي لف العلاقات بين البلدين الجارين طوال الفترة الماضية، لا سيما خلال عهد الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز.
وحسب المتحدث، فإن المرحلة الجديدة، التي دخلتها موريتانيا منذ مجيء الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، شكلت قفزة نوعية في العلاقة بين موريتانيا والمغرب. كما أن مسؤولي البلدين عبروا عن رغبتهم الكبيرة في تعزيز العلاقة بين الشعبين الشقيقين وتوسيع آفاقها وتنويع مجالاتها.
وتابع قائلا: “يمثل البلدان امتدادا إنسانيا واجتماعيا ومجالا حيويا لبعضهما البعض”، لا سيما أن المغرب يعتبر المستثمر الإفريقي الأول في موريتانيا كما أنه يعد أول مورد إفريقي للسوق الموريتانية بنسبة تفوق خمسين بالمائة وتستورد موريتانيا من المغرب ما يقارب 660 ألف طن سنويا من مختلف السلع. كما تم تسجيل أكثر من 42 زيارة رسمية متبادلة بين الطرفين خلال هذه الفترة رغم تداعيات جائحة كورونا التي أثرت بشكل ملحوظ على النشاط الدبلوماسي الثنائي والإقليمي والدولي؛ مما أدى إلى تشكيل مجموعة للصداقة الموريتانية المغربية في البرلمان الموريتاني في أكتوبر الماضي من أجل إعطاء زخم ودينامية غير مسبوقة في تاريخ العلاقة ما بين البلدين.
واعتبر بنطلحة الدكالي أنه “في ظل هذه التحولات الإستراتيجية، سارعت الجزائر إلى الهرولة اتجاه موريتانيا، ووقعت العديد من الاتفاقيات المشتركة معها في شتى المجالات؛ وهو ما يفسر بكون هذا التحرك الجزائري لا يخرج عن نطاق رد الفعل اتجاه الدبلوماسية المغربية الاستباقية”.
ويرى الخبير أن “حكام الجزائر والذين يتخذون من عداء المغرب أيديولوجية ثابتة لهم وموجهة لكل انشغالاتهم الدولية والدبلوماسية، ولو على حساب قوت شعبهم، لم يرق لهم هذا التقارب بحيث يسعون بكل السبل منذ سنين طويلة إلى عزل موريتانيا عن المغرب ووضع العراقيل بينهما”.
نقلا عن هيسبريس