الإعلام نت- 1 ـ انتقدت النائبة البرلمانية "سعداني منت خيطور" سياسة الحزب القبائلية والشرائحية في ترشيحه لها على أساس أنها "امعلمة". تراجعت بعد ذلك وقبلت بالترشح لأسباب معروفة. قالت إن الحزب يريد من خلال ترشيحها تنويع مرشحيه على أساس شرائحي.
2 ـ ـ تُساوِمُ الأحزاب الأيديولوجية دائما على أَحَدِ خيارين: إمّا أنْ تُبْقِي على الأيديولوجية صارمة وهذا يؤدي إلى قِلَّةِ المنتسبين، وإما ارتخاء القبضة والتخلي عن بعض المبادئ التأسيسية مقابل اجتذاب أعضاء أكثر. هذه المفارقة ظلت تتحكم في "تواصل" طيلة مساره في موريتانيا.
3 ـ إنَّ النَّظَرَ إلى الأرقام الإحصائية التي يحصدها الحزب في الانتخابات في جهات موريتانيا المختلفة كفيلة وحدها بتبيان ما نرمي إلى تبيانه مِنْ أنَّه في كل جهة من موريتانيا هناك قبيلتان أو ثلاثة تستولي على الحزب (يمكننا بكل أريحية تسمية هذه القبائل). نفس الشيء مع الحزب في الخارج.
4 ـ منذ أنْ انقلبت المعادلة لأول مرة في مقاطعة "عرفات" بدا واضحا أنَّ القبيلة هي المسؤولة عن هذا الانقلاب، بدا واضحا أنها اخترقت "التيار التواصلي" بحيث ل يعد لدى الكثيرين هو "التيار الاسلامي" بل أحد التيارات السياسية التقليدية.
5 ـ لقد كَتَبَ "طه عبد الرحمن" كل مشروعه الفلسفي لتأكيد حقيقة ارتباط الأخلاق بالسياسة في الممارسة الإسلامية. إنَّ رَبْطَ الأخلاق بالسياسة هو أولى المهمات التي يجب على من يدعو بدعوة الإسلام العمل بها.
6 ـ لقد اخترقت القبيلةُ الجيشَ الموريتاني بقوة، ولعلنا لا نذهب هذا المذهب وحدنا فلقد ذهب إليه معنا الباحث "عبد الودود ولد الشيخ" عندما كتب مقالا تحت اسم "جيشٌ للقبائل". ولكن اختراقها لحزب "تواصل" ما يزال غير واضح للكثيرين لذلك ارتأينا العمل على تبيان أن الحزب ليس بِدْعاً من الأحزاب الموريتانية.
7 ـ إنَّ ما يحدث الآن في حزب تواصل هو صراع بين نوعين من المتصارعين: عرب وزوايا، أهل شرق وأهل قبلة وأهل...إلخ. لقد عمد الحزب سابقا في سبيل جذبِ المزيد من الناس إلى إدخال أبناء بعض "الفئات" التي ليست في هذا الترتيب ليقيم بذلك معادلة توازنية يرى الناظر إليها أنها عدالة "الدين" ومساواته، وعلى الرغم من صحة ذلك أو بطلانه، فالبعض يرى أن أغلبها ليس إلا تنويعا للمشهد واستعطافا للفئات الأخرى (حراطين، زنوج، ايكاون، امعلمين).
8 ـ جميل منصور المنتمي لفئة "العرب" رجل من منطقة "القبلة" وهو الذي رأينا في الحلقة (1) أنه يرأس التيار "البارد" في الحزب. إنَّ النظر إلى طريقة كتابته على وسائل التواصل يلفها الغموض وتسعى لأن تجذب الكل، التعليقات على كتاباته تؤكد هذه الحقيقة. وحتى عندما تعلق الأمر بثقافة "التَّشَفِّي في الأموات قبل أن تبرد دمائهم"، التي نجدها سِمَةً مشتركة لدى التياران التواصليان، يستخدم "جميل منصور" أسلوبا باردا، كلامه عن وفاة المرحوم "محمد يحظيه ولد ابريد الليل" خير دليل على ذلك. على عكس التيار "الحار" الذي يمثله "الشنقيطي" الذي يبدو تَشَفِّيهِ صريحا بل ويحاول تسويقه من خلال الاستشهاد ب"الزمخشري". ـ إنَّ حِدَّةَ "الشنقيطي" تجاه خصومه تُظْهِرُ حقيقةَ انفصال الأخلاق عن السياسة في نظره (التشفي في الموتى، المرضى، الاتهام الشامل لدول بعينها...) أي مبدأ "الميكافيللية" الذي يعتمده عديد السياسيين، ولعل نظر الكثيرين إلى الشنقيطي على أنه فقط أستاذ جامعي لمادة "الأخلاق والسياسة" وليس سياسيا هو أكبر خطأ يمنعهم من تَبَيُّنِ الصورة.
"محمد غلام" ما تزال صولاته في البرلمان بِحِدَّةِ اللسان شاهدة على ما ذهبنا إليه من تصنيفه ضمن التيار "الحار".
خِتاماً:
اليوم رفض أعضاء المكتب التنفيذي في المنظمة الشبابية لقسم "عرفات" إجراء حوار كان قد أعن عنه سابقا مع "منت خيطور". حجم التعليقات العنصرية على الحدث كفيل بأن يوضح لنا أنَّ أصحاب هذه التعليقات هم ممثلون صادقون لتيار قَبَلِي كبير في الحزب.