الإعلام نت _ دخلت مجموعة من نقابات المدرسين في إضراب عن العمل اليوم، وذلك بعد أن وجهت عارضة مطلبية لوزارة التهذيب الوطني، لم تلق ردا.
المدرسين وحسب المصدر دخلوا الإضراب لإعادة الإعتبار لهم وإعطائهم حقوقهم كاملة، والمتثلة في الرد على عارضتهم المطلبية التي لم تعطيها الوزارة أي اهتمام، حسب المتظاهرين.
وكالة الإعلام الإخبارية وسعيا منها لنقل حقيقة الإضراب والدوافع التي أوصلت المدرسين إليه، أجرت مقابلة مع أحد أبرز قيادات نقابات التدريس الأستاذ: إسلم محمد يحيى الخراش، أستاذ اللغة العربية بثانوية الميناء1، المعروف بممو ولد الخراش، ووجهت له الأسئلة التالية:
الإعلام نت: أهلا بك أستاذ ممو ولد الخراش.
ممو: أهلا بكم حياكم الله
الإعلام نت: أستاذ ممو، ماهي المسوغات التي دفعت بكم إلى الدخول في الإضراب؟
ممو: هي في مجملها مطالب واقعية، لا تعجيز فيها، وهي حق أيضا، كان ينبغي توفيره دون الحاجة إلى المطالبة به.. ومع ذلك فنحن نريد حوارا جادا يأخذ المطالب بعين الاعتبار، لا حوارا عبثيا تلتقط فيه الصور.
دعت الوزارات النقابات بعد إخطار الإضراب لنقاش العريضة، لكنها لم تكن جادة، واستدعت شعاراتها الفارغة، واشترطت تعليق الإضراب، فرفضت المنسقية ذلك ما لم تتعهد الوزارة بتلبية المطالب، أو، على الأقل، جدولة ذلك، فانفض الاجتماع.
الإعلام نت: ما هي مطالبكم؟
ممو: بالنسبة للمطالب سأبعث إليكم العريضة المطلبية التي أودعت قبل شهر لدى الوزارة، (انظر الصورة).
الإعلام نت: كيف تعاطت الوزارة مع المطالب؟
ممو: واضح أن الوزارة كذبتها تقارير مخبريها، فعاندت، وسافر الوزير إلى آدرار لاستقبال بعثة حزب الحاكم، ليقول إن قطاعه لا مشكلة فيه، لكن النسب المرتفعة اليوم ستظهر له أن الحساب خاطئ..
كذلك ابتز مديرو الثانويات بعض الزملاء، وفضحت الوزارة نفسها باستدعاء احتياط لديها، وعي التي لديها ثانويات كثيرة تشكو نقصا في الأساتذة! أين كان هذا الاحتياط؟
قرأت أيضا تصريحا بائسا لأحد المسؤولين يردد فيه لازمتهم غير الفنية "تثمين المدرس"، ويدعو للحوار، لكن "ليغر بذلك ابن بيروك"، فنحن لسنا بحاجة لمزيد من الصور التذكارية.
الإعلام نت: في حال لم تحقق الوزارة مطالبكم، هل ستستمرون في التوقف عن التدريس؟
التوقف عن التدريس يخضع للقانون، وما فعلناه الآن كان بموجب إخطار سابق، ونتوقع أن تجتمع المنسقية في جلسة تقييمية بعد الإضراب، وتخرج بقرارات تلبي تطلعات الأساتذة، وهم يميلون جميعا إلى التصعيد، سيما أن الوزارة اختارت طريقة التعويض، ولمحت باقتطاع أيام الأضراب.
الإعلام نت: هل لديكم آليات أخرى للضغط على الوزارة غير الإضراب؟
ممو: الآليات كثيرة، منها الوقفات، وهي مقررة بالتزامن مع الإضراب، وما زالت أمامنا خيارات أخرى كالإضراب المفتوح، والاعتصام، والضغط الإعلامي، حتى نكشف للشعب زيف ادعاءات الوزارة، ونعري أباطيلها، وشعاراتها الفارغة.
الإعلام نت: في يومه الأول.. إلى أي حد تعتبر الإضراب قد نجح؟
ممو: نسب الإضراب موجودة، وقد تجاوزت الثمانين في الداخل والعاصمة، ولا نخفيكم أنها فاقت التوقعات، وإن كان الواقع المزري للأستاذ يجعل هذه الاستجابة غير مفاجئة، فأغرب الغريب اليوم أن تكون أستاذا ولا تضرب!.
الإضراب نجح تماما، نجح ميدانيا، ونجح إعلاميا.
الإعلام نت _ الأستاذ ممو، بعيدا عن الإضراب، برأيك، إلى أين يتجه التعليم في موريتانيا؟
ممو: التعليم في موريتانيا يعيش أزمة مركبة، من أهم معضلاتها إشكال لغة التدريس، فقد تحول الطلاب إلى بطاقات ذاكرة، يحفظون ولا يفهمون، فالفرنسية أم الكوارث، وثمة أيضا الجانب المتعلق بازدراء المدرسين، وغمطهم حقهم في مقابل السخاء حين يتعلق الأمر بمجالس الإدارات الوهمية، وكبار المسؤولين، والمجالس العبثية... وثمة مشكلة بنيوية تتعلق بوزارة تعج بالفاسدين المفسدين، ولنا أسوة في نذيرو، الذي قال في إحدى مقابلاته أيام نجوميته إن الذي يفسد هو المحيط، أما الإنسان فلا يفسد، وأنه سيصلح الوزارة، فيتحول المفسدون إلى مصلحين، وبعد عام تحول هو إلى مفسد أو فاسد! ولا ننسى تهالك البنى التحتية التعليمية، وما أنتجه ذلك من اكتظاظ...
الإعلام نت: من وجهة نظرك ماذا ينبغي على الحكومة أن تقدم، لأجل تطور المنظومة التعليمية؟
ممو: الحكومة ممثلة في الوزارة عليها أولا أن تتخلى عن الفرنسية، هذا في ما يتعلق بالمناهج، وعليها أن تبني الثقة بينها وبين العاملين في القطاع، ولن يتأتى ذلك إلا بخطوات ملموسة تثبت صدق النية.
الإعلام نت: هل من كلمة في الختام؟
في الختام، أشكر لكم إتاحة منبركم لتوصيل هذه الأفكار، وأقول للآباء إن الوزارة هي وحدها المسؤولة عن ضياع ما ضاع، وإن مدرسا مكبلا بهموم عيشه لا يستطيع تقديم درس ناجح، فليكونوا ظهيرا لنا، كما أحيي زملائي المضربين، وأطلب منهم المواصلة، فالنصر صبر ساعة، وأطلب ممن لم يضرب أن يلتحق بالقطار، فما زال هنالك متسع لكتابة الاسم في سجل الشرف.
الإعلام نت: شكرا لك أستاذ ممو على كل قدمتم لنا من معلومات.
ممو: شكرا لكم.