دعا رئيس الوزراء الموريتاني يحيى ولد حدامين «جميع الموريتانيين للانخراط في برنامج طموح وواسع لإحياء التراث القيمي ونشره والمحافظة عليه ووضعه في متناول كافة مكونات الشعب، وخاصة الشباب والأطفال».
جاءت هذه الدعوة خلال حفل نظم أمس لإطلاق الحكومة الموريتانية لبرنامج وطني لاستنطاق التراث الأخلاقي بغية تحرير عقد اجتماعي يعتمد ويتأسس على مجموعة من القيم الأخلاقية الأكثر تجذرا في المجتمع، وفي مقدمتها تلك التي تستمد معانيها من التراث الإسلامي كالتكافل الاجتماعي والصدق والأمانة والصبر وغيرها من القيم الفاضلة».
ويرتكز هذا البرنامج «على محاور متعددة من قبيل المناصرة وكسب التأييد عبر التعبئة والتوعية والتحسيس والتكوين والبحث والنشر، بواسطة مكونين من القيادات الشبابية على أساليب تعميم القيم ونشرها وتثمينها، كما يرتكز على دعم القدرات الوطنية في مجال التنظيم والتشريع وعلى التقييم والمتابعة».
وأكد رئيس الوزراء الموريتاني «عزم الدولة الموريتانية على الحفاظ على مختلف مكونات التراث الثقافي الثري واستلهام ما يزخر به من معانٍ سامية، ومن أسباب المنعة والاقتدار».
وقال «يتميز شعبنا بعدد من السمات يعود لها الفضل في الحفاظ على روح التعايش السلمي بين مكوناته المختلفة والمتنوعة، وفيما نتمتع به من ذكر حسن عبر العصور، وتنحصر هذه السمات الفاضلة في منظومة من القيم والأخلاق التي حرصنا على التمسك بها والدفاع عنها، وإشاعتها عبر العالم من خلال رحلات علمائنا وجولات تجارنا في مشارق الأرض ومغاربها، حيث كانوا دائما رسل علم ومحبة وسلام قبل كل شيء، وفاء لما يمليه عليهم الدين الإسلامي الحنيف».
وأكد «احتياج المجتمع الموريتاني لمنظومة القيم والفضائل وهو يواجه تيارات العولمة الجارفة، وما تحمله من خطر على الهويات الثقافية للشعوب، وما يترتب عليها من هزات عنيفة تهتك الأعراض وتشتت الشمل وتزرع الخوف واللاأمن في كل مكان».
ويشارك في الجلسات التحضيرية لإطلاق البرنامج القيمي مجموعة من العلماء وقادة الرأي والمتخصصون والسوسيولوجيون.