في وقت تتطلّع فيه الجاليات في الخارج إلى تعامل يرتكز على روح الأنظمة والقوانين لا نصوصها الجافة،برزت القنصل فاطمة بنت شيخنا كأحد النّماذج الناجحة في هذا المجال،حيث نجحت في تحويل القنصلية الموريتانية بجدة إلى ميدان نشط للعمل الخدمي والإنساني منذ توليها منصب القائم بالأعمال.
وقد لاقت جهودها إشادة واسعة من أبناء الجالية الموريتانية في المملكة العربية السعودية،بل وحتى من الحجاج الموريتانيين لهذا العام،بعد أن كوّنت طاقم عمل من منسوبي القنصلية يعمل على مدرا 24 ساعة لمتابعة شؤون الحجاج،وخدمتهم وتسيير تنقُّلاتهم ومعاملاتهم.
كما عملت القنصل بنت شيخنا على حل العديد من القضايا المجتمعية،من خلال المتابعة المباشرة لبعض الحالات،وزيارة المرضى،والتّواصل مع الجهات المختصة لمتابعة أوضاع الموقوفين،مما ساهم في تعزيز حضور القنصلية في المشهد المجتمعي.
وأثمر هذا التّوجه الإنساني في فتح جسور تعاون مع العديد القطاعات الصحية الخاصة في بعض مدن المملكة العربية السعودية،والتي بادرت بتقديم خصومات تصل إلى 50% على خدماتها الطبية لأفراد الجالية الموريتانية،في بادرة لقيت ترحيبًا واستحسانًا كبيرًا.
اللافت أنّ هذه الانجازات تم تحقيقها في مدة لا تتجاوز بضعة أشهر فقط،مما يُشير إلى أنّ السنوات الـمُقبلة قد تحمل –بإذن الله- إنجازات أعظم وأثرًا أعمق،ليس فقط على مستوى الجالية،بل في إعادة تشكيل صورة الممثليات في الخارج بروح إنسانية فاعلة،تمزج بين الواجب الرسمي والحس الإنساني النبيل.
محمد عبد الله