"تشهد بلادنا هذه الأيام موجة جديدة من مرض حمى الوادي المتصدع (حمى وادي الرفت)، دون أن تتمكّن الجهات المعنية من إيجاد حلول ناجعة للتصدي لهذا المرض الخطير، الذي يُعدّ من الأمراض المشتركة، مهدِّداً في الوقت ذاته ثروتنا الحيوانية وحياة مواطنينا.
لقد مررنا سابقاً بنفس الظروف في أعوام 2010 و2012 و2022 و2024، وها هي سنة 2025 تعود لتكشف عن مواطن الضعف في آليات المواجهة.
ويُذكر أنه في عام 2010 تم القيام بعملية تلقيح للقطعان تزامناً مع ظهور الوباء، الأمر الذي ساهم في نشره على نطاق واسع، ولا تزال بلادنا تدفع ثمن ذلك الخطأ الفادح حتى اليوم.
ومنذ ذلك الحين، أصبح التدخل عند ظهور المرض يقتصر على تلقيح الإبل ضد الباستوريلا باعتبارها إصابة ثانوية انتهازية، متناسين أن استعمال الحقن بشكل عشوائي يساهم في توسيع دائرة انتشار المرض، إذ تعمل الإبر كما يعمل البعوض الناقل للفيروس.
وعليه، فإننا في نقابة الأطباء البيطريين نهيب بالمصالح البيطرية:
- توخّي الحذر وتصحيح مقاربات التدخل بما يتماشى مع الأسس العلمية،
- التعامل مع المرض باعتباره مرضا مستوطناً يعود كلما توفرت الظروف الملائمة،
- تعزيز الحملات الإعلامية والتحسيسية حول المرض عبر جميع الوسائط، وبالتنسيق الوثيق مع قطاع الصحة،
- تزويد المواطنين بشكل منتظم بالمستجدات والإجراءات الوقائية، مع إعداد ملصقات توعوية واضحة ومبسطة.
وفي ظل هذه الوضعية المقلقة، نؤكد أن مواجهة حمى الوادي المتصدع تتطلب استراتيجيات ناجعة وشاملة، للحد من الخسائر الفادحة التي خلّفها المرض على المستويات الصحية والاقتصادية"