مهرجان مدائن التراث: أين الخلل بعد 13 عامًا من الركود؟

بواسطة محمد صالح

الساعة تجاوزت منتصف الليل، والعيون أرهقها السهر في انتظار جديد قد يُنير قاعة  مهرجان مدائن التراث في نسخته الثالثة عشرة، المنعقدة هذا العام في مدينة شنقيط. 

لكن الليل انتهى ولم يتغير شيء. أحداث الافتتاح جاءت نسخة مطابقة لما شهدناه في الأعوام الماضية في تيشيت، ولاته، ووادان.

منصة الافتتاح تحولت إلى مشهد مألوف حد الملل. فقرات رتيبة، متحدثون يتناوبون على الإطالة غير المبررة في كلمات تغرق في التفاصيل والحشو.

 المشاهد يكاد يميز وجوه  المتدخلين التي لم تتغير منذ سنوات، سوى اختلاف بسيط في الألقاب او الهندام  أو موقع الوقوف على المسرح.

أما الفقرات الفنية، فقد جاءت مخيبة للآمال، إذ استمرت بعض الفرق في الاعتماد على خاصية "البلاي باك"، مما أفرغ الأداء من أي شعور حقيقي. على المسرح، حركات باهتة في عروض تفتقر إلى الإخراج الفني، وكأن المشهد برمته هو مسرحية قديمة أُعيد بثها دون أدنى تعديل.

الصوت كان مشكلة أخرى، مزعجًا لدرجة تجعل من متابعة الكلمات المتناثرة مهمة شبه مستحيلة. المنظمون أخفقوا في تقديم تجربة صوتية تليق بمهرجان وطني يُفترض أنه واجهة حضارية وثقافية للبلاد. التسيير التنظيمي لم يكن أفضل حالًا؛ فوضى واضحة في ترتيب الكلمات والمداخلات، كأن الأمور ارتُجلت في اللحظة الأخيرة.

ما يزيد الطين بلة هو غياب أي حس بالتغيير أو التجديد. كل عام نتشبث بأمل أن يقدم لنا المهرجان تجربة جديدة، شيئًا يجعل السهر والمتابعة يستحقان العناء. لكن، بعد 13 سنة، يبدو أن السؤال لم يعد عن الجديد، بل عن أسباب هذا التراجع والتكرار المستمر.

أين الخلل؟

في الزمن؟

 في النمط؟

فينا كمشاهدين؟

فم شي بعد قطعا !!

المهم : إذا استمر الحال على ما هو عليه، فسيظل مهرجان مدائن التراث مجرد تكرار باهت لنسخ سابقة، بدلاً من أن يكون مناسبة للاحتفاء بروح التراث وتجديد صوره.

#ملاحظة : فقط للتوضيح معظم الصور المرفقة👇 هي من نسخ سابقة من المهرجان