حتما يحق للموريتانيين التساؤل -دون اتهام ولا تشهير- عن مصدر أموال أي كان بمجرد أن يتصدر المشهد السياسي ومجال المال والأعمال ولم يعرف عنه نشاط تجاري.
يسيطر على الرأي العام الموريتاني هذه الأيام الحديث حول مصدر أموال أبناء الشيخ آياه الخليفة السابق للطريقة القادرية في غرب إفريقيا، الأسرة وفي أقل من سنتين عرف عنها الثراء الفاحش وحققت رؤوس أموال غير اعتيادية لدى القيادات الدينية في البلاد والمنطقة
عطايا الأسرة وهداياها إضافة لاستثماراتها في العقار مؤخرا اتسعت معه دائرة التساؤلات حد درجة الاتهام بالضلوع في المتاجرة بالممنوعات التي حملت لوائها المدون والصحفي السابق والكاتب عبد الرحمن ودادي وإن لم يصرح بأسماء أفراد الأسرة وأعطى بعضها ألقابا ذات بُعد وخلفية إجرامية.
لم يتأخر رد الأسرة الذي لم يحمل نفيا ولا تأكيدا ولا إيضاحا لأحقية التساؤلات معتبرين أن القضاء هو الفيصل في القضية، قضية ماتزال خيوطها متشابكة رغم أهميتها وتعقيد مساراتها.
مسارات بدأها الدرك الوطني قبل أيام باستدعاء ولد ودادي من أجل الوقوف على أساس الاتهامات الواردة ووصل آخرها بتقديم شكاية ثانية ضده من طرف من أسماهم ولد ودادي ب"أهل النمجاط"
إثبات التهم الموجهة للأسرة الأكثر إثارة للجدل في البلاد خلال السنتين الأخيرتين قد يتطلب مسارا قضائيا طويلا إن تم فتحه والراجح أن النفوذ سيأخذ حيزه في القضية وفق ماتفيد المؤشرات الأولية
الاتهامات الموجهة لأفراد الأسرة تستند على مسار محامل لطائرة يقول المتهِمون إنها مرت بمنطقة نفوذهم عام 2021 قبل اختفائها في منطقة آوكار لبكم، الطائرة ووفق الرواية المتداولة يحتمل أنها كانت تحمل كمية من المخدرات بعد أن باتت موريتانيا محطة هامة في مسار تهريب الممنوعات في غرب إفريقيا وسوقا محتملة في قادم الزمن
علاقة الطائرة "الشبح" بظروف ظهور ثروة الأسرة وتزامنها معها ظرفيا هو ماجعل حدة التساؤلات والشكوك ترتفع لتصل حد التهم
فهل حقا نحن أمام إيسكوبار وماريا ماندوزا الصحراء؟
العدد الصادر اليوم من اسبوعية جريدة الإعلام