من على الطريق الرابط بين مدينة نواذيبو والعاصمة نواكشوط وحتى شارع جمال عبد الناصر وسط العاصمة احتشدت القوات المسلخة وقوات الأمن بخيلها ورجلها صبيحة الـ28 نوفمبر المجيد، يوم استقلال موريتانيا عن الاستعمال الفرنسي عام 1960، على طول المحور احتشدت الألويةُ والكتائب والفرق، وبين الصفوف تحرك ببطء معدات وتجهيزات عسكرية، مدرعات ومسيرات وزوارق محمولة وناقلات جند وراجمات صواريخ إضافة إلى منصات لإطلاق القذائف، كلها كانت جاهزة للمرور من بين يدي المواطنين المحتشدين على الجنبات بحماس كبير استعدادا للعرض الكبير.
في سيارة عسكرية مكشوفة وصل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رفقة قائد أركان الجيش، الذي أوكل لمساعده قيادة الأرتال العسكرية وتنظيم المسير الذي وصف بأنه الأكبر من نوعه منذ سنوات.
وصول الرئيس للمنصة كان إذانا ببدء المسير، طلائع الجيش كانت في المقدمة بمختلف التشكيلات، لكن البارز كان حضور فرقة الصاعقة أو المغاوير التابعة للقوات الخاصة، بحركاتها الخاصة ومشيتها الفريدة وأهازيجها العسكرية المميزة، حركات تفاعل معها الجمهور، تماما كما تفاعل مع فرقة الخيالة في الدرك الوطني التي تدخل لأول مرة كما هو الحال بالنسبة للجمارك والمسيرات التي ظهرت في شماء نواكشوط وقال الجيش الوطني إنها قادرة على مراقبة أجواء البلاد وتنفيذ ضربات هجومية ودفاعية.
الطائرات المسيرة التي ظهرت هي من صنع شركة "هاربن" الصينية وهي قادرة على التحليق في مسافة 8 آلاف متر وضرب أهدافها بشكل دقيق.
مدرعات حديثة ظهرت هي الأخرى خلال العرض اقتناها الجيش الموريتاني. خلال الفترة الماضية وجاء إظهارها في هذا التوقيت كرسالة لعدة جهات خارج الحدود الموريتانية.
الرسائل وعلى تعددها إلى أن أهمها موجه للجبهة الداخلية، وتفيد بوحدة الجيش وتماسكه وإيمانه بقيم الجمهورية ومبادئ العسكرية، والأخرى للاستفزازات الخارجية، تنبئ أن سواعد أبناء موريتانيا قادرة على حماية حيزها الجغرافي وحماية أبناء الجمهورية من أي عدوان خارجي.
تقول مؤشرات القوة النارية العالمي وهو جهة مستقلة في لندن إن الجيش الموريتاني شهد تطورا أوصله إلى المرتبة 123 عالميا متفوقا على دول في الإقليم، مثل السنغال التي تأتي في المرتبة 125 وبوركينا فاسو في المرتبة 129، ومما يميز الجيش الموريتاني وفق المؤشرات أنه أفضل ميدانيا في الساحل الإفريقي.
تخليد الذكرى الـ65 صاحبته مظاهر تمدد الأعلام على الواجهات وارتفاع مكبرات الصوت على ساحة الحرية التي تحولت إلى مسرح لمؤسسة عسكرية تريد أن تظهر ملامح قوتها بهدوء لا يخلو من رمزية.
سماء العاصمة كانت مهيأة مسبقا لصقور الجو، ألوية تتقدم بدقة، وحدات تمر بانضباط وأسلحة تحكي فصولا من تاريخ طويل من مراسلات المقاومة الأولى حتى أحدث تشكيلات القوات الخاصة.
جريدة الإعلام الصادرة اليوم الاثنين العدد 265







