وفاة ولد احجور .. القصة التي قصمت ظهر الوزير (تقرير)

جمعة, 01/22/2021 - 17:30

الإعلام نت - ضجة كبرى على الفيسبوك أحدثها رحيل الشاب السالك ولد احجور الذي كانت وزارة الصحة قد تكفلت بعلاجه قبل فترة على حسابها في أحد المستشفيات التركية، لكن إهمال مسؤوليها وتسويفهم أخر سفره إلى هناك حتى مضى في رحلته الأخيرة.

ولتسليط الضوء أكثر على القصة من البداية، فإن معاناة الشاب بدأت عام 2015 حينها كان عمره 15 سنة، حيث تعرض لوعكة صحية مفاجئة شخصت حالته عن حاجته لعملية جراحية على مستوى القولون، أجرى عملية و فُتح له مخرج في الجانب الأيمن ليبدأ الهضم عن طريقه مؤقتا 
حسب كلام الدكتور الذي باشر العملية، وبعد أيام خرجت الأمعاء من المخرج الذي فتح له الدكتور لينقل إلى المستشفى في حالة خطيرة 
قرر الدكتور بعدها رفعه إلى المغرب.
 
وبما أن الحالة مستعجلة سافر ولداحجور على حساب الشؤون الاجتماعية إلى المغرب رفقة أخته الوحيدة، وبعد إجراء الفحوصات أكدو له أن المخرج 
المؤقت كان يجب أن يكون في الجانب الأيسر، ثم قاموا  بسد المخرج الأيمن و فتحوا له مخرج في الجانب الأيسر وبعدها أكدوا له بأن  لديه بعض الإلتهابات، ويحتاج إلى بعض الحقن المكلفة، مؤكدين أنه في مثل هذه الحالات يتم الإتصال بالجهات المسؤولة عن الرفع كصندوق الضمان الاجتماعي.

لكن مصدرا عائليا أكد رفض الضمان الاجتماعي لشراء تلك الحقن لولد احجور ، حيث أعرب المعنيون حينها عن عدم إستعدادهم لدفع التكاليف لكن تعاطف الدكاترة المغاربة معه ساعد في ذلك ليخرج من المستشفى في المغرب بعد أن تحسنت حالته عن ما كان عليه 
مع استمرارية وضعه الصحي المعقد، حيث تم تركيب جهاز دائم للبول له مع حفاظة دائمة للهضم.
 
وفي غياب تام من الدولة تقطعت السبل بالفقيد رفقة أخته في المغرب و أقاموا في منزل للضيافة في الدار البيضاء مما كان سببا في تأزم وضعه بعد نهاية مدة الإقامة المسموح لهم بها.
 
وبعد سنتين توفي والد الفقيد فقررت أخته العودة إلى أمهم 
ليبقى هو وحيدا هناك يعيش على المساعدات ليقرر العودة 
بعد قرابة اربع سنوات مكثها على هذا الحال في بداية 2019 عله يجد من ينظر في ملف معاناته.

عاد ولد احجور إلى موريتانيا وبعد حملة افتراضية شارك فيها الجميع وصلت أخباره إلى الجهات العليا، ليتعهد وزير الصحة برفعه إلى تركيا بعد أن منعت الدولة إحدى المنظمات الخيرية من السفر به وتحمل تكاليف علاجه حسب تصريح لأخت الفقيد.

بعد فترة من التسويف استمرت لمدة عام تجهز في بدايته لسفر و تم منحه و مرافقه تأشيرات إلى تركيا 
بدأ انتشار فيروس كورونا و توقفت الرحلات الجوية، لكن بمجرد فتح الأجواء عاد ولد احجور إليهم، ليدخل في دوامة  المماطلات و التحجج، ما أدى لتدهور حالته الصحية لينقل مؤخرا إلى مستشفى الشيخ زايد وتزداد معاناته بحاجته إلى التصفية، حيث تم إدخاله قسم الإنعاش ويبقى هناك حتى لحظة رحيله.

مضى ولد احجور في رحلة أخرى، وترك خلفه موجة من الغضب والحنق على المسؤولين بشكل عام استوى فيها المعارض والموالي، ورغم تبرير الجهة المسؤولة في وزارة الصحة لحالته، إلا أن الشارع مازال يعيرها الصماء من أذنيه حتى الآن، فهل تكون قصة ولد احجور بداية الإصلاح أم بداية شيء آخر..؟