هل كنت على حق يوم تشاءمت وتفاءل أستاذي في نفس الشهر من العام الماضي؟

اثنين, 11/09/2020 - 09:10
محمد الأمين ولد محمودي

الى أخي م فال سيدي ميلة 

من دعة طبيعة "تكند" الساحرة جاءتني كلمات أستاذي محمدفال سيدي ميلة.
من معكتفه،حيث الناس سواسية أمام ملمات الحياة كأسنان مشط، أرسلت كلماته التي تطلب المرور لنا جميعا بقطار يقوده غزواني.
قرأت المقال فتذكرتني حين كنت تلميذا لذلك الفيلسوف،فرضت عليه نفسي بالنكات مرة وباقامة شاي رديئ مرات أُخر.
كان الفتى "الشيوعي" قد سبقنا للكتابة والقراءة والإملاء والترجمة والأدب..كان سيدي ميلة مرحلة من الشرف على جميع الصحافيين التوقف عندها ليكونوا شرفاء، على الأقل لأيام..كان طواف قدوم عند القلة وطواف افاضة عند الأغلبية. 
كنت فعلا أحلم كجميع أقراني بأن أكون سيدي ميلة، وكان الأمر صعبا للغاية فلابد من صبر غير معهود على الجوع والعطش، وزاد لاينفد من الزهد في مغريات الحياة،وحميمية مفرطة مع تبغ البائسين وأسمالهم وأحذيتهم وجلساتهم على قارعة الطريق أو في خباء مضروب ولايمكن أن يضرب أبدا.
حين حكم ولد الطايع وتحكم وضويقت الحروف كانت كلمات الرجل القليلة تنتظم أسبوعيا كجيش قوي يقتل ويفتك بقوة النظام ويزعج الوزراء والظالمين وزعماء القبائل والاستعباديين..ببساطة قرر ولدسيدي ميلة هذه المرة استخدام سلاح غير الذي استخدمه أسلافه وإن بذات القيم التي كافح بها بعضهم.
سليل الأمراء يعتقد انه مستعبد أو صانع..ذاك نور يقذفه الله في بعض خواصه..لهذا يبدو صاحبه شاذا أو غير سوي في عالم من الماديات والظلم..حين سجنت في عهد معاوية لم يتجرأ على الكتابة غيره وحنفي وتتا وامربيه..البقية خافوا وابتعدوا مني..م فال كان من سماني بالمجنون ووضعها على زاويتي..تأتيكم جنونا.
من معتكفه الحالي كتب يسألهم اليوم بأن يفسحوا المجال للشعب ليمر عبر قطار يقوده غزواني.
أستاذي 
كيف يطلب يمليخا من دقيانوس تسهيل حياته وأن يكرم مثواه وشعبه.
أدرك بأنك لاتعيش في كهف وبأنك تتابع اللصوص عن بعد وتدرك المخاطر التي تتهدد شعبك وتدرك عجز النخب عن التصرف حيال هذا الوضع لهذا هاجرت بأنينك وآثرت العيش مع مرنوش وبريسكا في كهف الطبيعة الذي يمنحك الأمان والبعد عن جرائم النخاسة ووأد الأنبياء والقديسين..لكن هذا الكهف أستاذي غيبك عن شخوص المرحلة حتى اعتقدت بأن الأصلع سيقود القطار دون خوذة تقيه شر نفسه وشر رهطه والمحيطين به.
أستاذي
دقيانوس استدعى المعارضين لحفلة التنكر الأولى فالتبس علينا الأمر وظنناه أحدهم وظنناهم من خلص رجاله..
كان ذلك يوما من أيام شنقيط وتلته أيام من موريتانيا الجديدة التي لامكان فيها للشرفاء..رمى الرجل قناعه من الطائرة وهو يحلق فوق التاريخ والجغرافيا التي سيهجرها الأقربون بعد لحظات.
أستاذي
اياك ان تصدق بأن غزيانوس مصلح أو انه يكترث لمن ذكرتهم..سوف لن يفعل..سيقرب البعض ويضحك للبعض ويبش في وجه الجميع لكنه لن يختلف، فلاهو يفكر في التأسيس ولاهو يراعي في التعيينات أحلامنا بالتمييز الايجابي لتنشيط االعجلات المشلولة في القطار الذي تتمنون أن يقوده..
أستاذي
أنا حزين فقد اخبروني بأن صهيبا هناك عندكم لايكلمه أحد وان ولي نعمته ول حبيب الرحمن غاضب منه ولهذا هو حزين كأنه شارك في الافك..مع ان ولي نعمته هذا هو الذي جعله عزيزيا أصلا..مربك ومحزن..قس على صهيبكم جميع سياسيي البلد والذين سيكونون في النهاية معتمد قائد القطار المنتظر.
أتمنى من كل قلبي أن يكون مارأيت أنت كما كان الحال دائما، لكن الأيام القادمة حبلى بالتطورات ولايعلم أحد ماذا ستلد وإذ أظل موقنا من انها لن ترزق بجارية اسمها العدالة ولا بغلام اسمه انصاف المستضعفين..الا انكم أدرى في النهاية.
اعتقد استاذي بأنه يناسبني الآن أكثر من أي وقت مضى الرجوع قليلا لذاتي للبحث فيها عن معارضة جديدة كتلك التي عرفتها مع بداية "اللعبة" الديمقراطية..فلماذا أكتب ونكتب جميعا والناس يتقلبون في مواقفهم بين عشية وضحاها..هل تتصور أستاذي بأن أحدهم سيسمي عزيز بعد أيام برئيس حزب من أحزاب الحقائب..
عارضت سالفادور  آيليندي لكنني أعرف بينوشييه ورفاقه لأنهم من قدموه لي وألهوه..كم أكره ساسة هذه البلاد.
أقصى أمنياتي الآن هي ان يخرج عزيز وغزواني ثم يتحدثان عن أكبر كاميرا خفية في تاريخ البلاد: أيها الناس لقد خدعناكم لنتأكد من حقيقة انكم مخادعون منافقون وان المعارضة المسكينة هي الأخرى تنتظر أبسط مار لتتبعه..الآن سنتوب، سنسجنكم ونصادر ممتلكاتهم وأنا وأخي عزيز سنحكمكم وسنعيد أموالنا من الدور والحسابات وحتى "ممتص الصدمات" (بارشوك) للشعب وخزائن الدولة مع الاعتذار، وسنهتم بالشعب الذي وحده يستحق الانجازات..أتمنى ذلك حقا..لكنه لن يحدث وسيولد غزواني وشيعته ومعاونوه ورجال أعماله وبدالاته وسنعاني نحن كما كنا..
تحياتي
بالمناسبة كلماتك ذكرتني بأن ثمة من يكتبون كلمات قليلة فتتحول الى كتاب يستمتع الجميع بقراءته..دمت