مستنقعات العاصمة وصمة حضارية وروائح نتنة (تقرير)

أربعاء, 09/23/2020 - 10:36

على مساحة تقع بين أكبر تجمع طرق في البلاد وقريبا من قيادتي أركان الدرك والجمارك يقع هذا المستنقع الآسن الذي أصبح مادة للتندر والاستخفاف بجدية العمل الحكومي على مواقع التواصل الجمعي. 

 

ورغم أن كلا من وزيري الداخلية والمياه والصرف الصحي قاما بمعاينة عاجلة لمخلفات الأمطار الأخيرة على العاصمة لحظات بعد انقشاعها، إلا أن هذا المستنقع وغيره الكثير من المستنقعات حسب ما يبدو مازال عصيا على التدخل الحكومي، الأمر الذي يطرح ألف تساؤل حول جدوائية شبكة الصرف الصحي التي أسستها الحكومة خلال العشرية الأخيرة من حكم البلاد. 

 

وزير المياه والصرف الصحي رغم الحملات الشعبوية التي تنظم له على مواقع التواصل الإجتماعي ورغم حضوره افتراضيا على الفيسبوك وتصريحاته على صفحته إلا أن جهوده المفترضة لم تأتي بنتيجة حتى الآن ، ماجعل بعض من يفهمون في قطاع الهندسة والإعمار يتساءلون عن أيهما أقل تكلفة، هل هو بناء شبكة صرف صحي على أنقاض الشبكة العتيقة، أم إنشاء عاصمة جديدة تقوم على نظم ومعايير هندسية معاصرة. 

 

أحد من التقيناهم كان مهندسا مدنيا وتحدث لنا حول الموضوع مؤكدا على أنه بدون وجود شبكة صرف صحي فإن ظاهرة مستنقعات فصل الخريف ستظل لصيقة بوجه العاصمة، مؤكدا أن معظم الحميات وأسراب الباعوض ناتجة أساسا عن المستنقعات التي تحدث بسبب الأمطار الموسمية، وأن غياب هذه المستنقعات سينعكس إجابيا على جوانب كثيرة من حياة ساكنة المدينة، تبدأ من الجانب الصحي وتنتهي بانسيابية حركة السير. 

 

أما المواطنون فاعربوا عن امتعاضهم من الوجه القبيح الذي تسببه تلك المستنقعات والروائح الكريهة التي تحدث بسببها داعين إلى تدخل عاجل وجدي من أجل وضع حد نهائي لهذه الظاهرة التي تعد وصمة حضارية في جبين عاصمة البلاد. 

 

مشكلة قديمة يتجدد طرحها كل موسم أمطار ، ويزداد التساؤل حولها بازدياد كمية الأمطار التي تتساقط سنويا على العاصمة، ورغم أن كل الحكومات التي حكمت البلاد وضعتها على قائمة أولوياتها الخطابية، إلا أن الأمر يختلف إذا وصلنا لمرحلة التطبيق ، فكل الحكومات تنصرف مع الوقت وتبقى مستنقعات الأمطار في مدينة نواكشوط بدون شبكة صرف تصرفها.