الدواس: حين تقهر الهضاب بحثا عن الذهب

أربعاء, 06/01/2016 - 07:44

شكلت منطقة الدواس الوجهة الرئيسية لآلاف الشباحثين عن الذهب منذ أزيد من شهرين (الأخبار)

"لا رجال إلا رجال الذهب" بهذه الكلمات يتغنى آلاف الشباب الموريتانيين مع إشراقة كل فجر جديد بين هضاب منقطة الدواس منذ شهرين أو يزيد استعدادا لاستئناف معركة قهر الطبيعة للوصول إلى ما تختزنه هضاب إينشيري من الذهب.

فمن مختلف الأجناس والفئات العمرية لا يزال الآلاف من مختلف جهات موريتانيا يتوافدون إلى المنطقة منذ شهرين والأمل يحدوهم في الظفر بكلغرامات من الذهب المتناثر بين هضاب الدواس لتضع عائداتها المالية حدا لحياة سئموها وتنطلق معها مشاريع حياة كانت مؤجلة وتفتح لهم بابا ظل موصدا باستمرار.

وسائل بدائية

فبأجهزة كشف مختلفة صنع بعضها داخل البلاد حديثا يستأنف آلاف الشباب التمشيط بين هضاب الدواس بحثا عن الذهب مع إشراقة كل صباح، يرن الجهاز فيأتي الدور على المعول ويبدأ التشمير عن السواعد لحفر الأرض وهي مهمة تستغرق ساعات وقد يتواصل الحفر حتى يصل عمقه إلى أزيد من ثلاثة أمتار وهي مهمة يلعب الحظ فيها دورا حاسما فالكمية المكتشفة قد لا تصل غراما واحدا أي ما تعادل قيمته قرابة 12.000 أوقية.

للإيجار...

كثيرون قدموا إلى منطقة الدواس وهم غير مصحوبين بأجهزة كشف عن الذهب إذ لم يكن لديهم من المال ما يكفي لاقتنائها وجمركتها، وكثيرون اصطحبوا أجهزتهم لكن لا سبيل لهم إلى الوصول إلى أعماق الأرض فصاروا يجوبون تلك الهضاب بحثا عمن يرغب في تأجير  أجهزة الكشف مقابل اقتسام أي كمية يتم الظفر بها بعد انتهاء عمليات الحفر الشاقة.

إصرار وحماس

محمد ولد باب منقب قادم من مدينة ازويرات يبدي في حديث للأخبار إصراره على مواصلة التنقيب والحفر لقناعته بأن المنطقة تحتوي مخزونا معتبرا من الذهب مقارنة مع منطقة التجريت التي خبر التنقيب بها لأيام، داعيا زملاءه إلى الصبر وطول النفس.

فيما يؤكد  السالم ولد بوب الذي كان يمارس أعمالا حرة بالعاصمة نواكشوط أنه استطاع الحصول على كميات من الذهب في سفوح هضاب المنطقة قبل أن يتكاثر المنقبون ويصير الحصول على الذهب يتطلب تحمل مشقة الحفر قرابة أربعة أمتار للوصول إلى الحجارة التي يختلط معها الذهب، موضحا أن أغلب العينات الموجودة حاليا  هي "الناموس والذباب" ويبلغ وزن الذبابة أحيانا أزيد من 1غرام فيما يبلغ وزن الناموسة أقل من غرام واحد.

تواجد نسوي

ولم يعد البحث عن الذهب بين هضاب الدواس حكرا على الرجال وحدهم فالتواجد النوسي بين المنقبين بات ملحوظا وقد حاول موفد الأخبار الحصول على تصريحات من بعض النسوة المشاركات في عمليات البحث والتنقيب غير أنهن رفضن الإدلاء بأي تصريحات وأبدين انزعاجا من حضور الإعلاميين إلى المنطقة، ويعد السياج المحاذي لشركة تازيازت المنطقة المفضلة لدى النسوة المنقبات حيث يقمن باستئجار عمال للحفر.

اكتساب شهرة

وتكتسب منطقة الدواس شهرة واسعة هذه الأيام رغم أنها لم تكن معروفة لدى وسائل الإعلام حتى قبل أسابيع لتصير اليوم الوجهة الرئيسية العشرات الآلاف من الموريتانيين الذين حولوا هضابها إلى حفر صار يصعب على الأشخاص التنقل بينها إلا بصعوبة بالغة بفعل كثرة الحفر التي تخزن كل واحدة منها تحت الرمال حكاية ليوميات أحد المنقبين.

 مناخ متقلب

وتشير تقديرات إلى أن عدد المنقبين في المنطقة يعد بالآلاف ويتخذ غالبيتهم الخيام مساكن فيما يبيت آخرون في سياراتهم أو في العراء في منطقة تتسم بطقس بارد في الليل وشمس تكاد تكون حارقة وسط النهار دون أن يثنيهم ذالك عن مواصلة البحث عن الذهب حتى وإن أمضوا أزيد من أسبوع دون أن تجود عليهم الأرض بعطائها منه بحبة.

الأخبار(منطقة الدواس