السياسة والقانون فى تصريح ولد هارون

سبت, 10/23/2021 - 07:43

لست من المؤيدين لاعتقال د. احمد ولد هارون--ان كان قد تم بالفعل اعتقاله - ولا اعتقد ان ذلك هو الأسلوب الأمثل فى التعامل معه 
يعلم ولد هارون بحكم دراسته للقانون خطورة ما اقدم عليه من تصريحات ،ولن يتفاجأ بالتالى اذاماتم توقيفه من أجل التحقيق معه ،بل قديكون ذلك التوقيف بالضبط  هو ما كان يسعى اليه للأسباب التالية :
-'من الناحية السياسية : يعلم ولد هارون ان حظه فى التعيين فى ظل هذا النظام اصبح شبه مستحيل ،ليس فقط بسبب تسجيلاته الواتسابية  الماضية عن النظام ،ولكن ايضا لأن اخته التى يقال ان تعيينها كان هو  السبب فى امتعاضه ،لا يبدو ان اداءها الوظيفى والسياسى سيكون موجبا لإقالتها فى القريب العاجل ،وبالتالى فهو لن يخسر الشيىء الكثير فى ابداء معارضة شرسة لنظام لم يعد--بسبب ذلك -- يعول كثيرا على التصالح معه ،بل وقد تؤدى  تلك الشراسة فى معارضته الى تحقيق مكاسب ثمينة على مختلف الصعد فى الجبهة المناوئة للنظام 
اما من الناحية القانونية : فقد يكون تصريح ولد هارون مجرد تورية او اشارة الى بعض الوثائق التى سبقت اثارتها بمناسبة التحقيقات  السابقة  كما انه قد  يراهن على   أن استهداف رئس الجمهورية  والتعريض به كطرف فى التحقيق قد يؤجل التحقيق معه هو نفسه فيما ذهب اليه من تهم ،وذلك لسبب قانونى بسيط وهو ان التحقيق مع رئس الجمهورية --فيماعادى تهمة الخيانة العظمى--لا يمكن ان يتم مادام رئس الجمهورية فى السلطة ابان احدى المأموريتين القانونيتين  وبالتالى قد يؤدى تأجيل التحقيق مع الرئيس الى تأجيل  التحقيق مع ولد هارون بالتبعية وفقا لماقد يتم  تصوره
إن ثقتى فى تضلع د. ولد هارون فى القانون تجعلنى على يقين من ادراكه بأنه --حتى وان ثبت يقينا ماذهب اليه من تهم لرئس الجمهورية -- طبقا لمقضيات نظرية المصالح العليا للدولة  la raison d'etat فإنه يجوز لرئس الجمهورية التغاضى عن بعض مقتضيات القانون  حماية لمصلحة عليا للدولة اجدر بالحماية ،وانه تبعا لذلك لا يبدو الأمر فى مستوى الغرابة التى يتم الآن تصوير المسألة عليها ،خصوصا فى اذهان القانونيين من امثال المستشار ولد هارون ،وهو مايعنى بالضرورة أن هدف الدكتور الأساسى مما ذهب اليه  لم يكن أبدا مساءلة الرئس --التى يعلم هو نفسه أنها مستحيلة قانونا فى الوقت الحاضر-- وإنماكان هدفه سياسيا واعلاميا دعائيا بامتياز ،وبالتالى فإن الحكمة تقتضى من النظام  معالجة تلك  التصريحات معالجة قضائية بحتة وافراغها كليا من الشحنة السياسية التى يراد لها ان تلبس بعيدا عن التصعيد.

محمد يحيى ولد باب احمد