البنك المركزي.. الشيء بالشيء يذكر (تدوينة)

أحد, 05/09/2021 - 23:24

 

يقول الرئيس المختار ولد داداه رحمه الله في مذكراته:
 "ما كان لإنشاء البنك المركزي الموريتاني والعملة الوطنية أن يتحققا لولا المساعدة النفيسة للسلطات المصرفية الجزائرية حيث طبقت حرفيا أوامر رئيس الجمهورية التي أعطت الأولوية المطلقة لكل العمليات المعقدة التي سبقت مولد الأوقية.
 وأذكر أنه لما اتخذ المكتب السياسي الوطني قرار سك عملة وطنية اختارت الحكومة خمسة أطر عليا في ميدان الاقتصاد وأرسلتهم سرا إلى الجزائر في تكوين سريع ، وهؤلاء الذين سيتولون مسؤولية سياستنا النقدية الجديدة هم السادة: 
- أحمد ولد داداه 
- چينگ پوپو فاربا 
- المصطفى ولد الشيخ محمدو
 - أحمد ولد الزين 
- سيد أحمد ولد ابنيجاره.

وكان على هؤلاء الشباب أن ينجزوا المهمة في سرية تامة، فلو علمت السلطات المالية الفرنسية أو البنك المركزي لدول غرب إفريقيا لوضعت أمامنا الكثير من العراقيل.

 أثبتت السلطات الجزائرية كثيرا من التضامن، وقد تفانى الخبراء الجزائريون في إنجاح العملية، ابتداء بإعداد الكوادر الموريتانية وانتهاء بطبع العملة الأوقية."

في نهاية التكوين والدراسة بالجزائر عاد الخمسة إلى الوطن في يونيو عام 1973 ترافقهم بعثة من البنك الوطني الجزائري من أجل المساعدة في التأطير بعد سك العملة الوطنية الجديدة، التي ستدخل السوق كمظهر حقيقي للاستقلال المالي عن فرنسا، وشرعوا في استبدال الفرنك بها في نفس البناية الحالية للبنك المركزي الموريتاني في الناحية القديمة.

 بدأ الفريق بالعمل لترسيخ دعائم دولة الاستقلال ماليا واقتصاديا في ظروف لا تخلو من صعوبة، وفي ظل نقص كبير في الطاقات البشرية المؤهلة لكن الإرادة والعزيمة والمثابرة كانت تدفعهم نحو الأمام.

 كانت مجموعة العمل الأولى في البنك المركزي الموريتاني رائدة في الإخلاص والجدية وتتكون من محافظ البنك المؤسس أحمد ولد داداه، والمصطفى ولد الشيخ محمدو محافظا مساعدا، وسيد أحمد ولد ابنيجاره مديرا للحسابات العامة و العملة، وأحمد ولد الزين مديرا عاما للقروض، والمصطفى ولد اخليفة مديرا للشؤون الإدارية، وچينگ پوپو فاربا مديرا عاما للقطاع الخارجي.

 كان فريقا على مستوى عال من الوطنية ومن المعرفة الفنية والنضج الأخلاقي، مقتنعا بدوره المنوط به في العمل، حتى أخرج البنك شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه.

كامل الود

من صفحة المدون سيدي محمد