هنـون ألا هنـون.... أحمد سالم أشفغ عبدُ الله

بواسطة عبد الله علي

هو الفارس المِغوار والرجل الجواد هنون بن بوسيْف بن أحمد بن هنون الابنُ الثالثُ لهنون لعبيْدي وسميه، من زوجته عيشه بنت امْحمد بن خونا الإدوعيشية (فهو من أولاد عيشَه). 

إنه أحد أمراء أولاد امبارك المُبجَّلين المُقدّرين بحقّ واستحقاق، حفظ له التاريخُ بين دفتيْه مجداً أثيلاً وشهرة عمّت الأفاق وانتشرت في الأرجاء، وبلغت عنان السماء، وذِكْراً خالِداً بين الناس تتناقله الأجيالُ جيلا بعد جيل إلى اليوم، ومن أبرز ذلك ما مثّله شور "اتناعيت" أشهرُ الأشوار المتناولة في موسيقانا اليوم، خصوصاً في المناسبات الاجتماعية، وهو المعزوف في ما "يُخرَّص". 

وما يُخرَّص أحد الأرخاو المشهورة، وهو معزوف للأمير عثمان بن بوسيف في إحدى الأسمار الفنية، وعازفُه اعل انبيط ولد أگْمَتَّار،  واستمر على ذلك حتى وُضع له شاهدٌ في عهد إمارة أخيه هنون بن بوسيف، فجاء شاهدُه: 

عَافَ هَنُّونْ ألِّ سَنْـــــدُ

                         ماهُ في الناسْ ألَّا في اللهْ

وعَفَاهْ اعلَ رَگَّدتْ عندُ

                         وَلْ ابنِ عَـــمْ إلَى نَاصــاهْ

وفي رخو ما يخرَّص عُزف شور "اتناعيت" وهو شور زمني عزفه على المشهور اعلِ انبَيْط ول حيبللَّ ولد آگمتَّار للأمير هنون بن بوسيْف، وهو أحدُ "تَايَات" ما يُخرَّص الشهيرة، وسُميت بذلك لأن أشوارها كلها تبدأ بحرف التاء، وأشوارُه هي: 

التَّحْرَارْ: وأكثرُ المدارس على أنه شور أبكمُ، أما مدرسة أهل أحمد زيدان فتضع لها شاهداً: 

ياللَّ عندي.. ياللَّ عندي

 اتْوَكْوِيكْ: وهو شور أبكم (لا شاهد له). 

 اتٍلاگِيطْ: وهو شور أبكم (لا شاهد له). 

 اتْرَوْذِيخْ: وهو شور أبكم (لا شاهد له). 

اتْفَرْكِيسْ: وشاهده: 

يَوْگِي ألَّ يَوْگِي يَوْگِي

                         يَوْگِي بوْليْد أَنْدَّمَـــوْگِي

 اتْناعِيتْ: وهو في الأصل كما حدّثني أستاذي سيد أحمد "انداده" ولد أحمد زيدان، يوم مشهود يُعرف بيوم "الفيْش"، يتبارى فيه أمراء أولاد امبارك في ركوب الخيْل، وفي الرماية وفي مَحاسن العادات، ويفخرون بالأفعال الجميلة والخصال الحميدة، ويتضح من خلال گفان واطلع شور "اتناعيت" وما تحمله من وصف للركوب والمَركوب ما يعنيه هذا اليوم وما يحدث فيه.

وهو من الناحية الفنية، أحدُ "تَايَاتْ" ما يُخرَّص، ولا عبرة بترتيب التايات، إذ يعتبر اتناعيت الثانيَ عند مدرسة أهل أحمد زيدان، والسادسَ عند مدارس أخرى، بل للعازف أن يرتِّبها كيف شاء على الراجح عند أهل الفن، وشاهده: 

أسْكِ مَقْلَظْ هنُّون 

                    أسكِ مَرْجَلْ هَنُّونْ 

 أسكِ مَسْخَ هَنُّونْ

                    هنونْ أَلّا هَنــــونْ

ظَنَّيْنَ فِيه الْيَــــــمْ 

                   گبْلْ إحَسَّنْ لِگْــرُونْ 

ؤُحَسَّنْ لِگْرُونْ ؤُتَمْ 

                    اعْلَ ذاك الْمَظْنُـونْ

اغْسِلْ هَذِي الصِّگْرَه 

                   مِنْ تِفْخَامْ الشَّعْـــرَه 

 سَاسْ امْحَاصِرْ جَبْرَ 

                   وامْحاصَــرْ بُوعَبُّونْ

كِيفْ اغْسِيلْ الْوَزْرَه 

                     الْبَيْظَه بِالصَّــابُونْ

هنُـــــــون ألِّ  طَبْعُ 

                  اعلَ كَبْر الْمَسْنُــــونْ

مَامُـونْ اعْلَ سَمْـعُ 

                  واعلَ لَفْظُ مَامُــونْ

آنَ شفْتُ يحْظِيهْ 

                    فِانْهار الْقلْظ اعْلِيهْ

الصَّيْدَحْ تِربِلْ بِيهْ 

                     زَارِگْهَ فَمَقُّــــــــونْ

 إلِين اُوشَرَّعْ فِيهْ 

                 كلّ اذْراعْ افْ كَانُونْ

شاعر جَانَ لَــــوَّادْ 

                  اقْنطْ مَارَ شِي هُونْ

كانُو يبْغِي ينــزادْ 

                 أَراعِيلُ هَنُّـــــــــــونْ

ألِّ ما گطْ الْفَــظْ 

                   لَفْظ ايْگُولُ وانگــظْ  

وأَلِّ ما گطْ انْعَظْ 

                   فِاگْفَاهْ ألَّا هنُّـــــونْ  

عَطَّايِنَّ لَبْيَـــــــظْ 

                    كِيف اتْشَقْلِ لِمْزُونْ  

جَري اظْلِيمْ امْنَوَّظْ 

                   جَابُولِ دُون الـدُّونْ

أما مدرسة "تگانت" فلها "اتناعيت" خاص بها في نفس المَقام، وضعوا له شاهداً مغايراً للأول، حيث اختاروا له بيتاً من قصيدة محمدو ولد محمدي العلوي في مديح رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: 

زارَتْ عليُّ على شَحْطِ النَّوَى سَحَرَا

                      فاعْتَاضَ جفنُكَ مِنْ عَذْبِ الكَرَى سَهَرَا

ويُعرف هذا الشورُ بـ"اتنَاعِيتْ أهل أيْدَّه". 

ويعتبر هنون خامسَ أمراء أهل هنّون العبيْدي، تولى الإمارة عام 1792م، بعد أخيه عثمان بن بوسيْف، واستمرّ فيها ما يقارب أربعاً وثلاثين سنةً، خاض فيها حروباً وصراعاتٍ عديدةً مع أولاد طلحة وإدوعيش وأبناء عمومته أهل فونتي وأولاد العالية، وتُوفِّي عام 1242هـ  - 1826م، ودُفن على رأس التلة الشهيرة بمنطقة آوكار "بَخْوَاگَه"، وهي مدفنٌ شهير مازال قائماً إلى يومنا هذا، وذلك ما تُبيّنه الصورة المُرفقة.