في العام 2016 زرتُ الكويت بدعوة كريمة من وزير الإعلام الكويتي، وكان حينها الشيخ سلمان الحمود الصباح، وعلى هامش تلك الزيارة شرفني الدكتور عادل سالم العبد الجادر رئيس تحرير مجلة العربي في ذلك الوقت بلقاء في مكتبه بمقر المجلة، وخلال اللقاء اقترحتُ عل إدارة المجلة برمجة زيارة إلى موريتانيا لإجراء استطلاع عن مدينة وادان بمناسبة النسخة التي كانت ستنظم في تلك الفترة من مهرجان المدن القديمة في مدينة وادان.
حصلتُ على موافقة مبدئية من رئيس تحرير العربي الذي رحب كثيرا بالمقترح، كما أن وكيل وزارة الاعلام الكويتي حينها (سيصبح فيما بعد وزيرا) تعهد ـ مشكورا ـ باسم الوزارة بتحمل كل تكاليف الزيارة وبتذليل كل المصاعب الفنية التي قد تعيق تنظيمها.
لم تتم تلك الزيارة، ولم يكن متاحا لي في تلك الفترة أن أنسق موضوعها مع وزارة الثقافة، بسبب التصنيف السياسي في تلك الفترة.
أظن أن الفرصة متاحة اليوم أمام وزارة الثقافة لدعوة مجلة العربي لحضور مهرجان شنقيط، خاصة وأن مجلة العربي كانت قد خصصت استطلاعها الثاني عن موريتانيا، والذي جاء في العدد رقم 118 الصادر بتاريخ 1 سبتمبر 1968 لمدينة شنقيط، وكان بعنوان : "تحت هذه الرمال ترقد شنقيط". وفي هذا الاستطلاع المتميز قدمت مجلة العربي لقرائها العرب شيئا من تراث شنقيط، وثروتها الثقافية المهددة بالضياع، وكشفت في ذات الوقت عن تعلق الموريتانيين بالثقافة.
فكم هو جميل أن تعود مجلة العربي إلى مدينة شنقيط باستطلاع جديد بعد أكثر من نصف قرن (56 عاما) من أول استطلاع لها عن هذه المدينة.
محمد الأمين الفاضل