"في كل مرحلة من تاريخ الشعوب، يطل بعض من يسمّون أنفسهم معارضة بخطابات مشوشة، يحاولون من خلالها صناعة وطنٍ وهمي على مقاس أوهامهم. وهكذا خرج بيرام الداه أعبيد من بروكسل هذه المرة، يرسم صورة لبلده كما لو كان سجنًا مظلمًا في عصور غابرة، متناسيًا أو متغافلًا عن حقيقة ساطعة يعرفها الداخل والخارج: أن موريتانيا اليوم تعيش أزهى عصورها الديمقراطية.
إن من يصف موريتانيا اليوم بالعنصرية و يشبهها بنظام الآبرتايد يمكن وصفه بالعنصرية أو الجهل بتاريخ هذا البلد الذي غنى فنانوه و شعراؤه ضد الآبرتايد و كتب على جواز سفره بالخط العريض "يمنع دخول جنوب إفريقيا"، حينما كان يحكمها نظام الفصل العنصري.
إن من صنف أبناء موريتانيا على أساس اللون و الأصل وحتى مناطق السكن يعرف نفسه جيدا.
إن من حرض على الخروج ضد السلطة المنتخبة يعرف نفسه ويعرفه كل الموريتانيين
إن من ادعى نجاحه في الانتخابات الرئاسية دون بينة يعرف نفسه ويعرفه الموريتانيون
إن من ادعى حرمانه من تشريع حزب سياسي دون أن يكلف نفسه إيداع ملف لدى الجهة الوصية، يعرف نفسه و يعرفه الموريتانيون.
إن بوادر الوفاق عبر رؤية مشتركة تخدم موريتانيا عبر الحوار السياسي الذي تستعد القوى السياسية الموريتانية، أحزابًا موالية ومعارضة ومنظمات مجتمع مدني، للانخراط فيه تلبية لدعوة فخامة الرئيس ووفاءً لالتزام انتخابي، أيقظت حنينا قديما لدي بيرام، لإيقاظ الفتنة واستجداء التأزيم والاستقواء بالخارج عبر الصراخ على عتبات هيئاته في مشهد ميلو درامي لا يمت للفن الجميل بصلة.
موريتانيا اليوم ليست رواية متخيلة، بل واقع ملموس بالأرقام والسياسات والعدالة الاجتماعية لم تعد عنواننا لمن لا عنوان له بعد أن ترجمتها سياسات الرئيس بإنشاء وكالة تآزر التي أمنت المرضى و رعت المعوزين في كل شبر من وطننا الغالي و غير ذلك مما ينفع الناس و يمكث في الأرض.
هذه ليست وعودًا انتخابية، بل حقائق ماثلة أمام كل مواطن، وأمام العالم"