في أجواء مشحونة بالنفحات الإيمانية، اجتمعت قرية انتمركاي على صوت المديح النبوي وإحياء ذكرى العلاقة الصوفية بين الشيخ أحمد بمب رضي الله عنه والشيخ سيد أحمد ولد أسمه، في سهرة دينية جمعت بين الأثر الروحي والبعد التاريخي.
ذكرى التصوف والخدمة
السهرة، التي استقطبت وفودًا من مختلف المدن كالعاصمة نواكشوط والمذرذرة وأودش، استهلها الشيخ أحمد بمب ولد المختار ولد باب أحمد بكلمة أبرز فيها أبعاد العلاقة الروحية التي جمعت بين الشيخ سيد أحمد ولد أسمه والشيخ أحمد بمب. تلك العلاقة التي جسدت نموذجًا للتعاون في نشر تعاليم الإسلام وتربية الأجيال على قيمه السمحة.
رسائل عبر الأجيال
من أبرز المحطات التي أُعيد التذكير بها، المهمة التي أوكلها الشيخ أحمد بمب للشيخ سيد أحمد ولد أسمه لتعليم أهل مدينة سينلوي السنغالية وتربيتهم روحيًا. في هذا السياق، ذُكرت الوثيقة الروحانية التي خطّها الشيخ أحمد بمب، معبرة عن رسالته العميقة:
"خدمة الخديم فيما يرضي الرحيم ويسخط الرجيم ويدني من الجنان وينجي من النيران."
رافق الشيخ في تلك المهمة عبد الله چي، والد الخليفة الحالي الشيخ أحمد بمب چي، الذي كان مثالًا للتفاني رغم صغر سنه، مما شكّل درسًا خالدًا للأجيال.
أصداء المديح وعراقة الروابط
السهرة شهدت أيضًا عودة للأشعار الخالدة للشيخ أحمد بمب، التي تغنت بعلاقته مع بني ديمان وإحسانهم. ومن أبرزها:
"حمدي وشكري لمن كلي به صارا
له رضى دون سخط عند صرصارا"
وفي حديثه أمام الحضور، أشار الخليفة الشيخ أحمد بمب چي إلى الأهمية التاريخية لهذه الروابط، مؤكدًا على استمرارية هذه اللقاءات كجسر يربط بين الماضي والحاضر، معبرًا عن فخره بإرثه الروحي أكثر من مناصبه الرسمية في السنغال.
مداخلات وتوصيات
ختامًا، أضافت مداخلات الشخصيات المشاركة، كالشيخ دداه ولد محمد الأمين والدكتور حامدن ولد سعدن، بُعدًا فكريًا وروحيًا، مؤكدين على أهمية إحياء مثل هذه المناسبات لتذكير الأجيال بأصالة التصوف ودوره في بناء مجتمع قيمي متماسك.
التصوف جسور تجمع القلوب
بهذا المشهد، تواصل انتمركاي كتابة فصل جديد في سجل التصوف الذي يمتد عبر الأجيال، مؤكدة أن هذه الروابط الروحية تبقى حية، متجاوزة الحدود، وراسمة طريقًا مشتركًا نحو وحدة الأمة.