لقد وقع اختيار الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني علي ولاية الحوض الشرقي للتعبير عما راود الكثيرين ولم يجرؤوا على التصريح به علنًا. ذلك بعد أن أكد أنه لن يكون هناك أي تسامح مع أي دعاية أو ممارسة ذات طابع قبلي أو جهوي أو عنصري. كما شدد مجددًا أن الانتماء الوحيد الذي تعترف به الجمهورية هو الانتماء الي الأمة الموريتانية وهو ما يعتبر رسالة تمثل توجهًا سياسيًا وأخلاقيًا حقيقيًا.
وجدير بالذكر انه لطالما طغت روابط الانتماء على المواطنة اذ عهدنا منذ زمن اعتماد التعيينات والقرارات والتوظيف في المناصب العليا على أساس الانتماء الجماعي بدلًا من الكفاءات. و هو المنطق الذي أضعف الدولة وأبطأ بناء موريتانيا عادلة وحديثة. وبوضعه اليوم المواطنة فوق كل اعتبار، فان الرئيس يُعيد التسلسل الهرمي الطبيعي للقيم الجمهورية.
لقد حان بالفعل ان تتوقف لعبة النخب اذ اننا لا نزال نسمع في عدة مناطق، أن مستشفى أو طريقًا معينًا بُني بفضل فرد أو مجموعة، كما لو كانت الخدمات العمومية ملكًا لأفراد اذ هي مشاريع مملوكة للدولة، بتمويل من الجمهورية، لجميع المواطنين. انه من الواجب اذا وضع حدٍّ لهذا الاستيلاء على الممتلكات العامة.
ان خطاب الرئيس جديرٌ بالثناء، ويجب أن يدعمه الجميع ويدافع عنه، سواءٌ من الأغلبية أو المعارضة، ذلك لأن موريتانيا أهم قبل كل شيء بالنسبة للمواطن. كما ان الوحدة الوطنية هي أساس مستقبلنا.
ولذا يجب أن يكون هذا الخطاب نقطة انطلاق كما يجب شرحه ومشاركته، وترجمته إلى أفعال.
كما اننا مطالبون بمحاربة من يسعون إلى الحفاظ على الممارسات القديمة لكي تتجاوز وحدة الأمة الموريتانية كل الاعتبارات السياسية.
ان اختيار الحوض الشرقي ليس بالأمر الهيّن. ذلك إنها ر شاسعة وجميلة، يسكنها أهلها الطيبون. كما أنها من أبعد المناطق عن مركز السلطة حيث لا تزال القبلية متجذّرة فيها، انعكاسًا لتاريخ اجتماعي معقد. ان الرئيس يوجّه من خلال إلقاء هذا الخطاب في هذه الولاية، رسالةً واضحةً: يجب على موريتانيا الآن أن تبني نفسها على المواطنة. وحيثما تستمر هذه الانعكاسات، فإنها تدعو إلى وعي جديد، وعي المواطن أولاً وقبل كل شيء.
ان ولاية الحوض الشرقي تُمثّل نقطة تحوّل. ولذا فعلينا ان نستجيب لهذا الخطاب الذي يُبشّر بعهد جديد حيث تُعلي فيه موريتانيا من شأن المواطنة. التي تعتبر أساس وحدتنا، ومفتاح استقرارنا، ومحرك تنميتنا. فمن خلالها نبني موريتانيا القوية والعادلة والواثقة التي نرغب في توريثها للأجيال القادمة.
فلنُعلن أيها المواطنون الموريتانيون، بدورنا أن المواطنة هي قوتنا الوحيدة ووحدتنا الوحيدة.
الدهاه همدي بتصرف
ترجمة غير رسمية







