موريتانيا تواجه امتحانات الحياد في نزاع الصحراء وتحديات نجاح القمة الأفريفية

ثلاثاء, 06/19/2018 - 12:59

 تسابق الحكومة الموريتانية الزمن على جميع المستويات لضمان تحضير متقن لاستضافة القمة الإفريقية الحادية والثلاثين المقرر عقدها في نواكشوط فاتح يوليو/تموز المقبل والتي ستبدأ التحضيرات لها الإثنين القادم على مستوى وزراء الخارجية ولجان الخبراء.
وستستفيد موريتانيا في هذه التحضيرات من تجربتها في استضافة القمة العربية السابعة والعشرين التي عقدت بنواكشوط في يوليو 2016.
وأكد الوزير محمد الأمين ولد الشيخ الناطق الرسمي باسم الحكومة في مؤتمره الصحافي الأخير «أن ثلاثين رئيس دولة أكدوا في الماضي حضورهم لقمة نواكشوط، التي ستشهد أيضا مشاركة الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون».
وأوضح ولد الشيخ «أن التحضيرات لهذه القمة ستنتهي في الأوقات المحددة لها»، مبرزاً «أن قمة نواكشوط ستشكل خطوة بارزة في تقدم القارة من خلال الموضوعات المهمة التي ستعرض عليها».
وبينما أكد الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي حضوره للقمة، قام المغاربة عبر أسبوعية «جون أفريك» بتسريب خبر عن حضور الملك محمد السادس هو الآخر للمؤتمر من دون أن يتأكد ذلك من جهة رسمية موريتانية أو مغربية، ومن دون أن تظهر علامات مشاركته في التحضيرات الأمنية المعتادة في أسفار الملك. 
وإذا تأكد حضور العاهل المغربي والرئيس الصحراوي للقمة، فإن ذلك سيشكل سابقة حيث أنهما لم يجتمعا قط تحت سقف واحد منذ عودة المغرب للمنظمة الإفريقية السنة الماضية.
وستضع مشاركة محمد السادس وإبراهيم غالي في هذه القمة، حياد موريتانيا في النزاع الصحراوي على المحك وذلك عبر مستويات عدة، حيث سيقيس الطرفان المغربي والصحراوي كل على شاكلته، حرارة الاستقبال الرسمي في المطار، وجوانب الضيافة والحفاوة، عدا ما سيتعرض له الرئيس الموريتاني خلال إدارته لجلسات القمة المغلقة والعلنية، من مواقف محرجة من هذا الطرف أو ذاك.
وبينما مرت العلاقات الموريتانية – المغربية منذ وصول الرئيس ولد عبد العزيز للسلطة عام 2008، بدورات توتر وجمود، شهدت العلاقات الموريتانية – الصحراوية، حسب تحليلات المراقبين، تحسناً كبيراً. 
وتؤكد الرسالة التي أبرق بها الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي للرئيس الموريتاني بمناسبة عيد الفطر هذا التحسن، حيث أوضح الرئيس الصحراوي «أن ذكرى عيد الفطر تحل ونحن أكثر اقتناعاً بقوة ومتانة أواصر الأخوة والصداقة والجوار العريقة والمتجذرة التي تربط الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجمهورية الصحراوية، وأكثر تشبثاً وإصراراً على تعزيزها، في مسعانا جميعاً لضمان السكينة والسلام والأمن والاستقرار ومصلحة شعبينا وبلدينا وكافة شعوب وبلدان المنطقة والعالم».
وتحرص موريتانيا دائما على الحياد في النزاع الصحراوي، حيث صوتت، رغم التوتر الذي يشوب علاقاتها مع المغرب، لصالح عودة المملكة المغربية للاتحاد الإفريقي في يونيو/ حزيران، لكن مع بقاء الجمهورية الصحراوية داخل المنظمة، وبهذا الموقف تكون موريتانيا قد لزمت الحياد التام بين الطرفين المغربي والصحراوي في هذه القضية الحساسة التي أدت عام 1984 لانسـحاب المغرب من الاتحاد الإفريقي.

 «القدس العربي»