يسألونك عن "لجنة النشيد الوطني" ... / الشاعر الدكتور أدي ولد أدب

اثنين, 08/28/2017 - 09:54

الشاعر الدكتور أدي ولد أدب

يسألونك عن "لجنة النشيد الوطني"
تهاطلت علي في الآونة الأخيرة أسئلة حول اللجنة المعينة للإشراف على النشيد الوطني المزمع تغييره...وحول المشاركين فيها والغائبين عنها، والمُغَيَّبين...وكل ما أريد قوله، هو:
أني لن أعلق على اللجنة نفسها، أما عن عدم وجودي- شخصيا- ضمنها، فأنا سعيد به، وهو الطبيعي بالنسبة لي، ونقيضه هو الغريب العجيب...لأني أقف حيث يجب أن أقف..ثم أتقبل تبعات موقفي المبدئي برضى وانسجام روحي مطلق مهما كان. لقد قررت- بإملاء من سلطان منظومة الأخلاق التي أومن بها- أن أنتبذ مكانا قصيا، عن مستنقات كل الأحكام المتعاقبة على بلدي.. في انتظار أن يأتي الحكم الذي أجد فيه نفسي، ولا أجد غضاضة في التعامل معه.. وظني أنه لن يأتي.. في القريب المنظورعلى الأقل...لكن صوت الضمير مازال يعزف لي: 
نزيف مشاعري
أيريبكَ الصمْتُ.. الذي يَغْــشـــــــاني؟
القلبُ.. يَهْذي.. تحتَ صمتِ لســاني!
إنِّــــــــي أراكَ .. ولا أراكَ.. لأنّــني 
دانٍ .. بعيدٌ .. منكَ .. حــينَ تَـــراني!
فأنا ..أشــــارككَ المكانَ .. ورُبَّـــــما
أرتـادُ كونًا ..خـلْفَ كــلِّ مــــكـــــان!
إنـِّي غريبٌ.. بيْنَ قوْمِي.. هــــــا هنا
ليس المـكــانُ.. ولا الـزمانُ زَمــاني!

أنا شاعرٌ .. قد فـاضَ.. في وجْــدانه
نبعُ المَعانِي.. من يَـــدِ الرحمـــــــانِ!
صمْتي: نــزيفُ مَشاعري.. وعبادتي
ومقدَّسٌ - مِلْءَ الخُطَى- هذَيـــــــاني!
مُلْكي.. وعرْشي: بيتُ شِعْــرٍ.. شارد
في كل وادٍ .. أمْتَـــطِـي هَـيَــمَـــاني!
رَمَضُ الرّصيفِ.. أعزُّ لِي من مقعـدٍ 
يحشُو فَــــمِي..وَا صـرْخةَ الأوطــان!
لولا القصائدُ - في فَــمِي- تَعْــويـــذة 
لانْسَقْتُ .. فــــــــي دوَّامَةِ الطوفــانِ!
في تَمْتَـــمَاتِـي .. ما تـــــــزالُ بَــقيةٌ
مِنْ كبْرياءِ الحرْفِ .. مِلْءَ جَنَــاني!

رَبَّاتُ عَبْقَـــرَ.. قَاسمتْـنِــــي موْثِـقـاً:
إنْ ذَلَّ شِعْرِي.. ضَيَّعتْ عُـنْـــواني!
أقسمْتُ بالحرفِ.. الجميلِ.. وسِــرِّه:
مَا لِــي بهجْرِ المُلْهِمــــاتِ يــــدان!
العازِفَاتِ.. الشِّعْرَ.. يكتبُ في دِمِـي
نَبْضَ الحيـــاةِ .. بأروع الألـــحـانِ!
المانحاتِ.. القَلْبَ.. مِعْراجًا.. إلــى
أُفُـقِ البَهـاءِ.. و سِـدْرَةِ الإحســــانِ!
المُلبِساتِ.. عُيُونَـنَا.. عَــدَســــاتِــها
لِنَرَى دَبِيبَ السِّحْرِ في الأكـــــوانِ!
إنّ الوُجُـودَ- بدونِ عَيْنيْ شـــاعـــرٍ-
جَدْبٌ .. كئـيبٌ.. بـاهتُ الألــــوانِ!
وأنا أحبُّ من الحيـاةِ جَـمَــــــــالَـهَا
القُبـحُ يـؤْلـمُ مقــــلـةَ الفـــــنّـــــانِ!

وطني المُـرَجَّى: جَنَّـةٌ .. مفْـقـودةٌ
للحُـبِّ .. للإبــداعِ .. للإيـــمـــانِ!
أفٍّ .. عـــلى زمَنٍ .. يُبَلِّدُ حِـسّــهُ
زَبَـدٌ .. يُغَـشِّى الجَوْهرَ الإنْسانـيِ!

وطني المُرَجَّى.. إنْ تَفُتْني واقـعاً
فأنَـا أحُجُّ .. إليْكَ.. في وجْــداني!
سأظَلُّ أركُضُ.. خَلْفَ حُلْمٍ أزْرَقٍ
مَهْــمَا تَنَاثَرَ.. مِثْلَ خَــيْطِ دُخَــانِ!

أنَا.. مَنْ يُطاردُ نَفْسَهُ.. في نَفْسِهِ
ويَفُوته الإنْسانُ.. في الإنســـــانِ!